دفاتر قضائية

إسكوبار الشرق و”سيناريوهات الزور”: كوميديا سوداء بنكهة قضائية

دابا ماروك

في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، لم يكن ينقص سوى حضور كاميرات السينما لتوثيق مشهد درامي ساخر أبطاله متهمون بشهادة الزور في ملف أطلق عليه اسم “إسكوبار الصحراء”. ولكن بدلًا من الزعيم المخدراتي، لدينا سياسيًا من “البام” يحاول تحريك المشهد بمهارة سينمائية ضعيفة!

المتهم الأول، الذي سنطلق عليه لقب “بوفلجة، النادم الأبدي”، فتح صندوق المفاجآت أمام القاضي علي الطرشي، ليعترف بكل تلقائية وكأنه في جلسة اعتراف عائلية: “أخطأت يا سيدي القاضي، لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد لما فتحت فمي!”.

نكتشف أن القصة بدأت في مقهى، حيث وُلدت خطة شيطانية بحرفية مقهى شعبي. الرئيس السابق لجهة الشرق طلب من بوفلجة تقديم شهادة على شجارٍ لم يكن حاضره، وكأن الشهادة تُباع مع الشاي بالنعناع. ولكن الصدمة الكبرى كانت حين أدرك بوفلجة في السجن أن الشخص الذي شهد عليه زورًا هو شقيق طليقة “البطل”.

القصة تأخذ منعطفًا هزليًا عندما سئل بوفلجة: “هل وعدك بعيوي بشيء؟” فرد بكل بساطة: “لا شيء، فقط صداقته مع والدي جعلته يطلب مني ذلك وكأنني أقوم بإحضار قهوة له!”.

أما المتهم الثاني، “رشيد.ح”، فيبدو أنه ضل طريقه في هذا السيناريو العبثي. الرجل أنكر معرفته بالخطة كاملة، مؤكدًا أنه مجرد كومبارس في مشهد لم يقرأ نصه جيدًا. وأضاف: “لا أعلم شيئًا عن خلاف بعيوي وزوجته، ولم أتفق مع أي شخص على شيء. فقط كنت حاضرًا في شجار!”.

الخلاصة؟ يبدو أن القضية أشبه بمسرحية هزلية سوداء تخلط بين السياسة والدراما والكوميديا. لكن على ما يبدو، الجمهور الوحيد الذي لا يضحك هنا هو القاضي، الذي عليه فك شيفرة هذا السيناريو المليء بالشخصيات العبثية والحوارات العشوائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى