عصابة البنوك: فنون السرقة في زمن الابتكار!
دابا ماروك
في زمننا هذا، أصبحنا نعيش في عالم يسرق فيه البعض الجهد والوقت والمال وكأنها مجرد ألعاب خفيفة! أتعلمون؟ هناك فئة من الناس، يمتلكون مهارات لا مثيل لها في فنون النصب والسرقة، وأقول “فن” لأنه فعلاً يتطلب بعض الموهبة. هؤلاء المحترفون، من فئة “السارق الذي يكتب سيرته الذاتية بعد كل عملية”، ليس لديهم حدود ولا ضوابط، إلا أن ما يميزهم هو أن أهدافهم لا تقتصر على الأشياء المادية فقط، بل يمتد الأمر إلى انتزاع الثقة من ضحاياهم، وهذا ما يجعلهم في غاية البراعة.
قبل أيام، أوقفت فرقة مكافحة العصابات بأمن مراكش رأس الحربة لعصابة إجرامية متخصصة في استهداف زبائن الوكالات البنكية. نعم، هؤلاء لم يكونوا يسرقون الأموال فحسب، بل كانوا يتسللون إلى محفظة كل واحد منا، بعد أن يلعبوا دور الأصدقاء الطيبين الذين يوجهونك إلى أفضل البنوك لسحب الأموال. ففي مشهد يبدو وكأنه مقتبس من أحد أفلام الإثارة، كانت العصابة تتنقل بين المدن المغربية، مثل أكادير وأيت ملول، في طقس يختلف عن كل ما نعرفه من تقاليد السرقة. لم يكن الأمر مجرد “سرقة بسيطة”، بل كان بمثابة عملية هجوم محكمة ومدروسة بدقة، يتم خلالها استهداف الأشخاص الذين يسحبون مبالغ مالية كبيرة، كما لو كانوا يصطفون ليكونوا ضحايا في عرض مسرحي مكتوب مسبقًا.
ومن ثم، وبعد مطاردة طويلة، تم توقيف المشتبه فيه في مراكش، ليكتشف الجميع أن الرجل كان يحمل معه مبلغاً من المال، لا يُعرف إن كان قد حصل عليه عن طريق مبيعاته المشروعة أو عبر تقنيات السرقة المتقنة. لكن القصة لم تنتهِ هنا، بل كانت بداية للعديد من التساؤلات حول كيف ينجح هؤلاء الأشخاص في عبور كل تلك الحواجز الأمنية، وتدبير هذه العمليات كما لو كانت جزءاً من حياتهم اليومية.
والأمر الأكثر إضحاكاً، هو أن العصابة لم تكتفِ بالمبلغ الذي تم سحبه، بل كانت تستخدمه كمصدر للاستثمار في عمليات أخرى، تماماً كما يفعل البعض عندما يضعون أموالهم في صناديق الاستثمار، لكن الفرق هنا أن الاستثمار كان في أموال الناس.
وأخيراً، كما هو الحال مع كل قصص السرقات المبتكرة، تمت إحالة الموقوفين إلى النيابة العامة، التي تواصل التحقيقات. لكن السؤال يبقى: هل سيصل هؤلاء إلى مرحلة اكتشاف ما تبقى من عناصر العصابة المتخفية، أم أن لدينا فقط فصلًا آخر من سلسلة مغامرات “اللصوص المبدعين”؟