مجتمع

أحياء الحسنية بالمحمدية: أزمة الانحراف والضياع في ظل غياب الأمن الاجتماعي

دابا ماروك

يعاني العديد من سكان أحياء الحسنية بمدينة المحمدية من تفشي ظاهرة الانحراف في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة باتت تؤثر بشكل كبير على الأمن الاجتماعي وتنعكس سلبًا على الحياة اليومية للسكان. ويبدو أن هذه الظاهرة قد أصبحت متجذرة في بعض الأحياء بالمنطقة العليا للمدينة، إذ لا يقتصر الأمر على انتشار المخدرات بأنواعها المختلفة فقط، بل يتعداها إلى ممارسات سلبية أخرى مثل السكر العلني، والظواهر المصاحبة لذلك مثل شرب الخمور الرخيصة (الماحية) التي باتت متاحة بسهولة، ما يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من السلوكيات المنحرفة.

إن بيع المخدرات واستهلاكها في الأماكن العامة أضحى واقعًا يواجهه الكثير من السكان بشكل شبه يومي، وتساهم هذه الظواهر في خلق بيئة غير آمنة داخل الأحياء، حيث يصبح المارة عرضة للمضايقات. كما أن الشوارع والأزقة التي كانت يوماً ما تمثل ملاذًا للراحة والطمأنينة، تحولت إلى أماكن مقلقة تعج بالباعة المتجولين وبالنشاطات غير القانونية التي تهدد استقرار المجتمع.

إن هذه الظواهر لا تؤثر فقط على الحياة اليومية للمواطنين، بل تساهم في تدهور الوضع الأمني، مما يجعل من الصعب على السكان العيش في بيئة هادئة، بل وحتى إزعاج أولئك الذين يسعون للحفاظ على حياتهم الطبيعية بعيدًا عن هذا الانحراف.

ورغم أن هذه الأحياء لا تحتاج إلى “دائرة قد الدنيا”، إلا أنه من المهم أن يتم التعامل مع هذا الواقع بشكل جاد من قبل السلطات المحلية والأمنية. إذ من الضروري أن تعمل الأجهزة الأمنية على محاربة هذه الظواهر بشتى الوسائل القانونية والتوعوية، بالإضافة إلى العمل على زيادة التواجد الأمني في الأماكن الأكثر تأثراً بهذه المشاكل.

إن إعادة الثقة في نفوس السكان تتطلب إشراك المجتمع في مكافحة هذه الظواهر، حيث يمكن للشرطة أن تعمل بشكل تكاملي مع السلطات المحلية والمنظمات المدنية لتعزيز الشراكة الأمنية. من خلال هذه الشراكة، يمكن توفير بيئة آمنة للعيش، حيث يشعر المواطنون بالأمان في منازلهم وأحيائهم.

وتتطلب إعادة الطمأنينة في هذه المناطق أيضًا العمل على التوعية الجماعية بمخاطر هذه السلوكيات المدمرة، خاصة بين الشباب. فلا بد من إيجاد حلول جذرية للتعامل مع الأسباب التي تدفع البعض نحو الانحراف، مثل البطالة والفقر والعزلة الاجتماعية، مع توفير فرص العمل والأنشطة الترفيهية التي تساعد على استيعاب طاقات الشباب.

ختامًا، يبقى الأمل معقودًا على قدرة المصالح الأمنية والجمعيات المحلية والمجتمع ككل على اتخاذ خطوات فعلية لمكافحة هذه الظواهر والعمل على إرجاع الأمن والطمأنينة إلى أحياء الحسنية وغيرها من الأحياء التي تعاني من نفس المشاكل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى