مجتمع

وزارة التربية الوطنية والنقابات… لقاءات متكررة بطعم المراوغات!

دابا ماروك

أيتها النقابات التعليمية، أيتها الوزارة الموقرة، أهلاً بكم في حلقة جديدة من مسلسل “حوار بلا نهاية”! مرة أخرى، دعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة النقابات إلى لقاء جديد، وكأننا في برنامج تلفزيوني مليء بالحلقات المتشابهة، حيث نناقش المخرجات وننتظر المدخلات، لكن النتيجة؟ لا شيء يُذكر سوى مزيد من الوعود المؤجلة.

الحوار الاجتماعي… “كلام الليل يمحوه النهار”

تحت شعار “المقاربة التشاركية”، اجتمعوا سابقاً وسيتجمعون لاحقاً، لكن الواقع يقول إن الوزارة والنقابات يتبادلون الوعود كما يتبادل لاعبو الكرة التمريرات، دون أن يصل أحد إلى المرمى. المرسوم 2.24.140؟ ربما هو مجرد رقم جديد يُضاف إلى أرشيف الملفات الساخنة التي تُناقش دون أن تُحل.

النظام الأساسي: كتاب مفتوح بلا نهاية

الوزارة، التي اكتشفت فجأة أهمية المستشارين والمفتشين وأساتذة الزنزانة 10، قررت أن تلعب لعبة الكلمات المتقاطعة مع النقابات، حيث المادة 76 تتشابك مع المادة 85، والنتيجة دائماً واحدة: مزيد من الالتفاف حول المشكلة دون التوصل إلى حلول فعلية.

  • المادة 76: التكوين الخاص للمستشارين، لكنه يبدو وكأنه محاولة لتجميل وجه النظام الأساسي ببعض “الرتوشات” التقنية.
  • المادة 85: التكوين الخاص للأساتذة الذين يعملون “خارج سلكهم الأصلي”. وكأننا في مسلسل درامي بعنوان: “الأساتذة في المنافي المهنية”.

“أستاذة الزنزانة 10”: سجن مفتوح بلا مفاتيح!

أما أطر التوجيه والتخطيط وأساتذة الزنزانة 10، فهم في حالة استنفار دائم، يُلوحون بالاحتجاجات كما يُلوح المصارعون بمنشفة التحدي. كل لقاء بين الوزارة والنقابات يُذكّرهم بواقعهم المرير: سجن وظيفي بلا ترقية، وتحفيزات شحيحة لا تسمن ولا تغني من جوع.

الوزارة تُناور… والنقابات تُهدد!

من جهة، الوزارة تُنظّم الاجتماعات وتُطلق التصريحات. ومن جهة أخرى، النقابات تُهدّد بالتصعيد والانسحاب من مشاريع “الريادة”، وكأنها تُحاول فرض قواعد جديدة في لعبة قديمة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُمكن لهذه اللقاءات أن تُنقذ قطاع التعليم الذي يبدو وكأنه يغرق في دوامة من القرارات المرتجلة؟

مشروع الريادة… أم مشروع التيه؟

الحديث عن “مشروع الريادة” الذي هدد المفتشون بالانسحاب منه، يُشبه الحديث عن سفينة بلا بوصلة. فالوزارة تُطلق شعارات كبرى، لكنها تُواجه أمواجاً عاتية من الاستياء والاحتجاج، مما يجعل الجميع يتساءل: هل الريادة تعني السير في طريق مجهول؟

الحلقة المقبلة من “حوار المتاهة”

سيُعقد الاجتماع يوم 9 يناير، وستُناقش التدابير مجدداً، وسيخرج الجميع ببيانات وتصريحات، لكن الواقع لن يتغير. فالتكوينات ستظل حبراً على ورق، والأساتذة سيواصلون التلويح بالاحتجاج، والوزارة ستبقى تُكرر: “نحن ملتزمون بالمقاربة التشاركية”.

إلى أن تنتهي هذه المسرحية الطويلة، نقول للنقابات: “استمروا في التصعيد، فلعل صوتكم يصل إلى من بيده القرار”. أما الوزارة، فنهمس لها: “الحوار جميل، لكن الحلول أجمل!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى