مجتمع

فقراء في الطابور، أغنياء في الكواليس: حين تتحول البلاد إلى مطبخ للطعام والريع!

دابا ماروك

أهلاً بكم في واقعٍ مغربي لا يُصدَّق، واقع يتخلل كل زاوية من زوايا هذا البلد الذي يصرخ أهلُه من تحت وطأة الهموم والألم، ولكن… في ذات الوقت، تجد هناك شريحة مرفهة، تنعم بالحياة وكأنها تسبح في بحر من الذهب. هنا، حيث الحد الأدنى للأجور يكفي بالكاد لشراء قسط من عشاء، ولعلها تكون دعوة لوجبة ثقيلة على قلوب من يحاولون تدبر أمرهم، بينما تمر الأيام ثقيلةً على جَنب الفقراء الذين لا يملكون أكثر من قوت يومهم.

أما عن أولئك الذين يقبعون في الكواليس، فتخيلوا معنا شخصًا بدأ مشواره في حانوت ضيق بين جنبات الصحراء الجنوبية، ثم ما لبث أن تحوّل إلى زعيم سياسي. لا، ليس زعيمًا في الشوارع التي سُدَّت بجماهير شعبه، ولكن زعيمًا في كواليس السياسة، حيث كل شيء يُشترى ويُباع، حتى الضمائر.

ولا نتحدث عن اقتصاد الريع، ذلك الكائن العجيب الذي يمشي على قدمين ويرتدي بدلة فاخرة في الصباح. هذا الاقتصاد الذي يجعل من الحظ وظيفة، حيث يتمكن البعض من شراء كل شيء تقريبًا، بينما أجيال من الشباب يواصلون التسول على أبواب الأمل، ولا يحصلون إلا على فُتات الوعود.

لكن حديثنا اليوم عن أولئك الذين تفتحت بطونهم على خيرات هذا البلد، بطرق لا تليق إلا بالفئران التي تجري على السطح، تبحث عن فرصة للنيل من الثروات المتراكمة في خزائن الوطن، في وضح النهار. هؤلاء الذين يتصرفون كما لو أن البلاد مجرد “مخزن” كبير للنهب، لا شيء يوقفهم، لأنهم ببساطة، فوق الجميع. ينهبون باليد اليمنى ويتعهدون بالصلاة باليد اليسرى، وأحيانًا يكملون “العمل” في السر، وكأنهم لا يرون تلك العيون التي تراقبهم، ولا يعرفون أن الشعب يرى كل شيء، لكن لا حول له ولا قوة.

هذه لعبة القوي ضد الضعيف. هذا هو المشهد الذي يعكس الفجوة العميقة بين الطبقات. فأما الفقراء، فيعيشون على فتات الأمل، وأما الأغنياء، فيعيشون على لحم الوطن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى