منحة الـ10,000 درهم: هدية تعليمية نادرة… لمرة واحدة فقط!
دابا ماروك
على لسان “مول الشكولاتة” الوزير المبدع، محمد سعد برادة، فقد تم الإعلان عن المنحة المالية المنتظرة لمشروع “مؤسسات الريادة”، التي تعتبر بمثابة دعم مالي للتعليم الابتدائي على طريقة “إن كنت تحلم بمنحة، فأنت في المكان الصحيح!”. فبينما كان الجميع يتوقع أن تكون هذه المنحة بمثابة “مليون درهم” أو على الأقل “حقيبة مملوءة بالتقدير”، جاءت الأخبار لتكشف عن منحة لا تتعدى قيمتها 10000 درهم (صافية، طبعاً)، في مبلغ لمرة واحدة فقط، وكأنها مكافأة رمزية على الجهود الجبارة التي تبذلها أطر التدريس والعاملين على الأرض في هذا النموذج المبتكر من التعليم.
وزيرنا المحترم، في جوابه البراغماتي على سؤال كتابي في الغرفة الثانية للمستشارين، قد شرح أن المنحة هذه تم تحديدها بعد مفاوضات مع الوزير المنتدب لدى وزارة الاقتصاد والمالية (الذي على ما يبدو كان في إجازة قصيرة حتى قبل اتخاذ هذا القرار). فالمبلغ 10000 درهم لن يُمنح لأي كان، بل يتم تخصيصه فقط لـ 12648 شخصاً من أطر التدريس، الإدارة، والتأطير التربوي، بالإضافة إلى موظفي الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية. إذا كنت واحداً من هؤلاء المحظوظين الذين يملكون حظاً خارقاً، فاستعد لتكون واحداً من المستفيدين!
لكن، لا تفرح كثيراً! هناك شروط لابد من تلبيتها. فإذا كنت مدرساً، عليك أن تثبت أنك قد تم تصديقك من اللجنة المركزية للإشهاد، وكأن هذه اللجنة هي عبارة عن طائفة سرية لا يكاد يعرفها أحد. أما بالنسبة للمفتشين التربويين، فيجب أن يحصلوا على إشهاداتهم الخاصة من ذات اللجنة أيضاً. وكأن هناك امتحاناً سرياً لا يستطيع تجاوزه إلا المتفوقون.
أما بالنسبة لأطر الإدارة التربوية، فلابد لهم من تقديم مشروع “مؤسسة ريادة”، على أمل أن يحظوا بهذه المنحة السخية، لكن لا تقلقوا، إذا كنت موظفاً في الأكاديمية الجهوية أو المديريات الإقليمية، لديك الفرصة. فقط قم بتزكية اسمك من طرف مديري الأكاديميات، وانتظر الأمر بصرف المبالغ من “الخازن المكلف بالأداء”، الذي بدوره سيُنفذ كافة الإجراءات المالية وفقاً لتعليمات القرار المشترك.
وفي النهاية، إذا كنت من المحظوظين، يمكنك أن تحتفل بتلك الـ10000 درهم كما لو أنها جائزة نوبل في التعليم، ولكن تذكر، أنها “مرة واحدة” فقط، فاستمتع بها قبل أن تتحول إلى مجرد ذكرى تعليمية جميلة في حياة كل “ريادي”!