رحيل محمد السكتاوي: أيقونة النضال الحقوقي في المغرب
دابا ماروك
انتقل إلى رحمة الله صباح يوم السبت 4 يناير 2025، الحقوقي البارز والمدير العام لمنظمة العفو الدولية “أمنيستي” فرع المغرب، محمد السكتاوي، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر يناهز 73 عامًا. رحيل هذا الشخص الذي لطالما كان رمزًا للمناضلين في الساحة السياسية والحقوقية في المغرب ترك أثراً عميقاً في قلوب العديد من أبناء وطنه.
محمد السكتاوي وُلد في القصر الكبير في 7 مارس 1952، حيث نشأ في بيئة مليئة بالتحديات والفرص التي شكلت وعيه السياسي ودفعت به إلى الساحة الحقوقية والمجتمعية منذ سن مبكرة. عُرف السكتاوي بنضاله القوي ضد الظلم، حيث بدأ نشاطه السياسي في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكان من الوجوه البارزة التي طالما نادت بالعدالة الاجتماعية والحقوق السياسية.
ومع مرور الوقت، انتقل السكتاوي إلى الانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي، ثم إلى حزب الطليعة، حيث استمر في نضاله داخل الحزبين، مجسدًا نموذجًا للمناضل الذي يسعى لتحقيق العدالة والمساواة في ظل الظروف السياسية المتغيرة. كان السكتاوي شخصية محورية في العمل السياسي والنقابي، إذ انخرط بقوة في النقابة الوطنية للتعليم، ليكون صوتًا مدافعًا عن حقوق الأساتذة وحقوق التعليم بشكل عام في المغرب. وكان له دور بارز في الدفاع عن حقوق الطبقات الفقيرة والمهمشة.
السكتاوي لم يكن فقط ناشطًا في السياسة، بل كان أيضًا مهتمًا بقضايا حقوق الإنسان على الصعيد الدولي، حيث تولى قيادة منظمة العفو الدولية – فرع المغرب، وهي واحدة من أبرز المنظمات التي تتابع قضايا حقوق الإنسان في العالم. من خلال هذه المنظمة، عمل السكتاوي على نشر الوعي حول قضايا حقوق الإنسان، وقدم دعمًا مستمرًا للعديد من الحركات الحقوقية في المغرب والعالم العربي.
لقد أرسى السكتاوي إرثًا كبيرًا من العمل الدؤوب والتفاني من أجل القضايا التي آمن بها. ورغم التحديات التي واجهها طوال حياته، بما في ذلك الاعتقالات والتضييقات السياسية التي تعرض لها خلال فترة عمله السياسي والنقابي، إلا أنه ظل ثابتًا في مواقفه، مما جعله يحظى بتقدير كبير من قبل أوساط مختلفة.
رحيل محمد السكتاوي يشكل خسارة فادحة للحركة الحقوقية والسياسية في المغرب، لكنه ترك خلفه إرثًا من المبادئ والقيّم التي سيتذكرها الجميع. قد تكون هذه الخسارة مؤلمة، لكن صوته وأثره سيظل حيًا في كل زاوية من العمل الحقوقي والسياسي في المغرب.