دفاتر قضائية

عندما تتحول محاكم المملكة إلى سيناريو مسلسل درامي: “كوكايين، محاميات، وفضائح بالجملة”

دابا ماروك

يا له من مشهد درامي آخر في مسار القضاء المغربي! نائب وكيل الملك يُصدر أمراً بإيداع أحد الأطراف السجن، بينما تنتشر تسجيلات صوتية بمحتوى لا يقل عن فيلم إثارة. ولنتوقف هنا لحظة! لدينا محامية، أبناء رجال أعمال كبار، خطيبة فرنسية، مخدرات، فيلا فاخرة، وحتى عبارات قدحية! كل العناصر المطلوبة لتصوير فيلم بوليسي هيتشكوكي.

ولماذا ننسى ذلك المقطع الصوتي “المشؤوم”، الذي جاء بطول 15 دقيقة كاملة؟ ليس إعلاناً تجارياً ولا مقابلة إذاعية، بل درسًا في كيفية تحويل مكالمة هاتفية إلى دليل على “خرق سرية البحث”، وربما درسًا آخر في كيف تكون “ماشي راجل” في عيون صديقك المحترم.

أما عن الشهود، فهم كالكومبارس في فيلم يعرض قمة التناقضات: شاهدة تؤكد أنها شاهدت “الضحية” المفترضة تمارس علاقتها بإرادتها الحرة، فيما تتناول “الكوكايين” في أجواء الفيلا الفاخرة. في حين ما زال دفاع المتهمين يصارع لإثبات أن “الشهود” الفرنسيين هم أعظم ممثلين في مسرحية قرينة البراءة.

وفي كل ذلك، كان قاضي التحقيق حاضراً في دائرة الاتهام، حيث بدا وكأنه يواجه تحديات كبيرة في تأدية دوره. ورغم الجهود التي يبذلها، فإن تفاعلاته في هذا السياق قد تكون محط تساؤل، مما يترك انطباعاً لدى البعض أنه جزء من مشهد قضائي معقد يصعب فك طلاسمه.

ختاماً، إذا أردتم نصيحتنا، أقترح أن نطلق على هذه القضية عنواناً عريضاً: “محاكم عكاشة: بين الفن السابع والدراما القضائية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى