اجتماع الحركات الانتقالية: بين ترقية الرتب والمشاريع المعلقة، هل سنحصل أخيرًا على ما نستحق؟
دابا ماروك
في عالمٍ بعيد، حيث يتم عقد اجتماعات عن الحركات الانتقالية بشكل أسطوري ومليء بالتشويق، اجتمعت “اللجنة التقنية المكلفة بالحركات الانتقالية” يوم الجمعة 3 يناير 2025، في “مقر وزارة التربية الوطنية”. نعم، كان يوم الجمعة، ولم يكن الجميع مشغولين في البحث عن أفضل مطعم للوجبات السريعة أو التسوق لاحتياجات الأسبوع، بل كانوا يتناقشون حول “الأوضاع المهنية والترقيات وتسوية الرتب”. تساءلنا، هل يمكن أن يكون هناك شيء أكثر إثارة من هذا؟ يبدو أن الإجابة هي نعم، لكن فقط إذا كان الاجتماع يشتمل على عرض موسيقي أو بعض المؤثرات الصوتية!
الجميع كان حاضراً: الكاتب العام للوزارة، مساعد المدير المكلف بالحركات، رؤساء الأقسام، والمصالح، وحتى النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية. الموقف يبدو وكأنه تحضير لقمة اقتصادية عالمية، لكن بدلًا من التحدث عن المال، كانت الكلمات تدور حول “تسوية الرتب” و”الترقية”. وهذا، بالطبع، هو ما ننتظره جميعاً بفارغ الصبر!
وها هي الأخبار المثيرة: تم “إنجاز ملفات 131000 موظف”. نتخيل كيف كان الجميع يهتف احتفالاً بعد سماع هذا العدد! ولكن، كما في جميع القصص العظيمة، هناك بعض العوائق: “9000 ملف لا يزال في طور المعالجة”. هل هي ملفات ضائعة؟ أم ملفات دخلت في سبات عميق، مثل تلك العهود التي نسمع عنها كل سنة ولكن لا نراها تتحقق؟ اللغز مستمر!
وأكثر من ذلك، أعلنت الوزارة أن “تسوية الرتب المتأخرة” ستتم “نهاية يناير”. ولا، نحن لا نتحدث عن “نهاية فبراير” كما حدث مع بعض المشاريع الأخرى. هذه المرة، يبدو أنهم جادون في إنهاء الملف في الشهر المحدد، كما لو كانوا في سباق مع الزمن. هل سنرى اختراعًا جديدًا؟ ربما جهاز لتمكين الموظفين من ترقية أنفسهم؟
أما بالنسبة للـ 70 أستاذًا الذين “لم يتمكنوا من اجتياز امتحان الكفاءة المهنية لأربع مرات”، فالوضع يبدو وكأنهم يتنافسون في ماراثون مستمر، لكن للأسف “الكفاءة المهنية” تظل تبتعد عنهم مثل سراب في الصحراء. لكن لا داعي للقلق! ستتم تسوية وضعهم، بعد الحصول على ترخيص استثنائي من رئاسة الحكومة، كما لو أن “الإستثنائي” هو كلمة السر لحل جميع الألغاز.
وبالحديث عن الاجتماعات، يبدو أن هناك دائمًا خطة جديدة قيد التنفيذ. فهناك اجتماع آخر مُقرر يوم الخميس المقبل! نعم، هذا ما نحتاجه جميعًا، اجتماعًا تلو الآخر، حتى نصل في النهاية إلى قرار “تكوين مستشاري التوجيه والتخطيط”. هل سيكون هذا الاجتماع في موقع سرّي مثل اجتماع الأمم المتحدة؟ من يعلم!
وأخيرًا، لا يمكن أن ننسى التحديات الصعبة التي تواجه الحركات الانتقالية. النقابيون ما زالوا يناقشون ما إذا كان “الالتحاق بالزوج” يعتبر ميزة أم لا. سنوات الاستقرار؟ هل هي 5 أم 15 سنة؟ من يعلم! في النهاية، النقابات متمسكة بمكتسباتنا، لأنها في عالمٍ كهذا، ربما فقط المكتسبات هي الشيء الوحيد الذي لا يتحرك بسرعة.