انتصار الرجاء: فوز بشق الأنفس أم درس في فن العشوائية؟
دابا ماروك
نجح نادي الرجاء الرياضي، أو ربما “تعثر بشرف”، في تحقيق فوز أشبه بقصة خيالية، أمام اتحاد تواركة. المباراة التي جرت على أرضية ملعب “العربي الزاولي”، كانت أشبه بمسرحية كوميدية، حيث بدا أن الخطط التكتيكية للمدرب البرتغالي العجيب قد وُضعت باستخدام أوراق التاروت أو قراءة الفنجان.
بدأ اللقاء بشوط أول مأساوي للرجاء، حيث نجح اللاعب محمد أمين السهل في استغلال هفوة دفاعية جعلت مدافعي الرجاء يبدون وكأنهم يستمتعون بجلسة شاي في منتصف الملعب. الهدف جاء في الدقيقة 33، تاركاً الجماهير في حالة من الصدمة والاستغراب، بين من تساءل عن سبب وجودهم في المدرجات ومن قرر مراجعة خيارات حياته بالكامل.
وفي الشوط الثاني، وعلى طريقة الأفلام الهندية، عاد الرجاء إلى الحياة، ليس بفضل خطة عبقرية، بل بمجهود فردي بحت. يونس النجاري ظهر كالبطل المنقذ وسجل هدف التعادل في الدقيقة 63، وكأن لسان حاله يقول: “إذا لم ينقذنا المدرب، فلننقذ أنفسنا”. ولم تمضِ سوى خمس دقائق حتى أطل آدم النفاتي، الذي ربما تذكر فجأة أنه يلعب في الرجاء، ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 68، مانحاً الفريق فوزاً بدا وكأنه انتصار على المنطق نفسه.
ورغم الفوز، ارتقى الرجاء فقط إلى المركز السابع بـ20 نقطة، في حين انحدر اتحاد تواركة إلى المركز الثامن بـ19 نقطة. إنجازات تُشبه إضافة قليل من السكر إلى فنجان قهوة مُر.
إذا استثنينا الجماهير الرجاوية، التي لا تزال تحافظ على حلمها رغم كل شيء، وقلة من اللاعبين الذين يرفضون الاستسلام، فإن الرجاء أصبح كحكاية حزينة عن نادٍ يحمل اسمًا عظيمًا لكنه يعيش أزمة هوية تكتيكية ومهارية. المدرب البرتغالي قد يكون جيدًا في شيء ما، لكنه بالتأكيد ليس في كرة القدم.
أما عن المستقبل؟ ربما يحتاج الرجاء إلى معجزة، أو على الأقل مدرب لا يستوحي خططه من أفلام الخيال العلمي.