دابا ماروك
استهلال:
عام 2024 كان حافلًا بالأحداث البارزة التي شكلت معالمه في المغرب، بين الكوارث الطبيعية، الإنجازات الرياضية، والتعديلات القانونية، إلى جانب لحظات مأساوية أثرت في وجدان الشعب المغربي. هذه المحطات، على تنوعها، ترسم صورة عام كان مليئًا بالتحديات والفرص.
أبرز أحداث 2024:
1. العفو الملكي عن الصحفيين المغاربة
شهد المغرب خلال هذا العام خطوة هامة في مجال حرية الصحافة عندما أصدر الملك محمد السادس عفوًا ملكيًا شمل مجموعة من الصحفيين المعتقلين على خلفية قضايا متعلقة بممارسة عملهم الإعلامي. هذا العفو جاء في وقت حساس من التاريخ المغربي، حيث تكثفت الدعوات المحلية والدولية لتمكين الصحافة من ممارسة دورها بحرية أكبر. العفو الملكي أتاح للمعتقلين العودة إلى حياتهم المهنية والاجتماعية، فيما شكلت هذه الخطوة رسالة من الدولة على التزامها بتطوير المناخ الحقوقي والإعلامي في المملكة، رغم الانتقادات المستمرة حول القيود المفروضة على الصحافة في بعض الأحيان.
2. التعديلات على مدونة الأسرة: نقطة تحول قانونية
من أبرز محطات العام النقاشات التي أثيرت حول تعديل مدونة الأسرة، والتي شملت:
-
- رفع سن الزواج للقضاء على ظاهرة تزويج القاصرات.
- تقاسم الممتلكات الزوجية لتأمين التقاسم بعد الطلاق.
- مراجعة شروط تعدد الزوجات، حيث أُضيفت شروط أكثر صرامة.
ورغم أن التعديلات تنتظر مصادقة البرلمان، إلا أن الجدل الكبير حولها يعكس أهمية القضية في سياق التحولات المجتمعية.
3. حريق فاس المأساوي: درس في إدارة الطوارئ
اندلع حريق هائل في سوق الحي القديم بمدينة فاس خلال فصل الصيف، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة وتشريد عشرات التجار. ورغم تدخل السلطات لإخماد النيران، إلا أن الحادث كشف عن الحاجة إلى تعزيز تدابير السلامة في الأماكن العامة.
4. الكوارث الطبيعية: اختبار للصمود
-
- فيضانات شتنبر: اجتاحت السيول عدة مناطق، متسببة في وفاة 18 شخصًا وخسائر كبيرة في البنية التحتية.
- موجة حر قياسية في يوليوز: شهدت منطقة بني ملال درجات حرارة غير مسبوقة، مما أسفر عن وفاة 21 شخصًا، ودفع إلى مطالب بتحسين استراتيجيات التأقلم مع التغير المناخي.
- مأساة الهجرة غير النظامية
أثرت حادثة غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل المغرب في دجنبر في عمق الوجدان الوطني، حيث فقد 69 شخصًا حياتهم، لتسلط الضوء مجددًا على مأساة الهجرة وظروف الشباب في البحث عن فرص بالخارج.
5. إنجازات رياضية وثقافية
المغرب حصل على شرف تنظيم مونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مما يعزز مكانته على الساحة الدولية.
اختيار الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026 يعكس مكانة المغرب الثقافية المتصاعدة.
6. النقاش حول التعليم والصحة
تجدد الاحتجاجات بشأن إصلاح التعليم وضمان جودة الرعاية الصحية، حيث طالب المواطنون بتحسين خدمات البنية التحتية.
قضايا مثل نقل الطلبة إلى مؤسسات تعليمية بعيدة أثارت نقاشًا واسعًا حول التوزيع العادل للموارد.
عام 2024 كان عامًا محوريًا حمل معه تحديات كبيرة وإنجازات هامة. وبينما تُطرح أسئلة كثيرة حول مستقبل القوانين الجديدة وإدارة الأزمات، يبقى الأمل في أن تُسهم هذه التحولات في بناء مغرب أقوى وأكثر تماسكًا.
