اللحم: ذهب العصر الحديث!
دابا ماروك
أعزائي المواطنين، أصدقائي محبي الشواء وصناع المرق الوطني الأصيل، هل سمعتم آخر الأخبار؟ اللحم أصبح عملة صعبة! لا، ليس لأننا اكتشفنا أنه مصنوع من الذهب (رغم أن الأسعار توحي بذلك)، بل لأن الجزارين قرروا أن يكونوا “نبلاء السوق“.
في البداية، قيل إن استيراد اللحوم سيُغرق السوق ويجعلنا نعيش زمن “اللحم للجميع”. لكن الواقع؟ الجزارون ينظرون لهذه اللحوم البرازيلية والإسبانية بتعالي وكأنها ضيوف غير مرحب بها، يفضلون أن يحتفظوا بأسعارهم كعلامة على مكانتهم الاجتماعية.
في الدار البيضاء والمحمدية، الأسعار تراوح بين 85 و110 دراهم، وكأننا في مزاد علني: “85 درهم لأول قطعة، من يزيد؟ 100 درهم؟! مبروك للغني المحظوظ!”. أما في طنجة، فيبدو أن اللحم هناك يُباع وكأنه تحفة فنية، بسعر يفوق 120 درهما للكيلوغرام.
والأجمل، أن مناقشات الحلال والحرام زادت من التشويق، وكأننا في فيلم بوليسي: “من أين جاءت هذه اللحوم؟ وهل يجوز تناولها؟”. الجزارون، بالطبع، يجيدون لعب دور المحقق، ويبيعون بأسعار “خرافية” ليضمنوا استمرار الدراما.
وفي النهاية، يبدو أن استيراد اللحوم لم يؤثر إلا على جيوب الأسر. الجزارون فضلوا تبني شعار: “الربح فوق الجميع”، بينما المواطن المسكين يقف محتارًا بين شراء كيلو لحم أو تعبئة رصيده الهاتفي ليشتكي لأصدقائه عن غلاء الأسعار.
نصيحة للمستقبل؟ استثمروا في تربية الدجاج، أو تعلموا الطبخ النباتي. لأنه، كما يبدو، “اللحم صار حلمًا بعيد المنال“.