صيدليات الإنترنت: من تسويق الأدوية إلى الترويج للكارثة الصحية!
دابا ماروك
يا سلام! وزير الصحة، أمين تهراوي، قرر أخيرًا أن يرفع شعاره الشهير: “صيدليات الإنترنت؟ خطر يهدد الصحة!” نعم، تمامًا كما لو أن هذا الكشف المذهل سيغير كل شيء. نعني، من كان يتوقع أن الأدوية التي تُباع على الإنترنت قد تكون ضارة؟! لكن دعونا نكون صادقين، هذه ليست المرة الأولى التي نكتشف فيها أن هناك مشاكل في عالم الإنترنت، صحيح؟ فلا عجب أن الوزير أعرب عن قلقه خلال جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، وأكد أن هذه الظاهرة أصبحت تهديدًا حقيقيًا لصحة المواطنين.
لكن ليس كل شيء سيئًا. فعلى الأقل هناك مهنيون في قطاع الصيدلة لم يتوانوا عن “شكر” الوزير على موقفه المبدئي. كما لو كانوا في سباق لتحديد من سيعترف أولاً بأن هناك فعلاً خطرًا حقيقيًا يهدد صحة الناس، وأن “صيدليات الإنترنت” أصبحت موضة رائجة بين “المحتالين”. وهكذا، يبقى الأطباء والصيادلة في حالة ترقب، وهم يتابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف يروج البعض لأدوية غير مرخصة وكأنهم يبيعون حلوى في السوق. “ترويج أدوية بمواقع التواصل الاجتماعي؟! أمر مؤسف!” كما قال نبيل ناشيط، نائب الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب. لكن بالطبع، الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك أيضًا عملية “النصب والاحتيال” التي ينبه الجميع من خطرها.
الآن، وكما هو معتاد، الجميع يدعو إلى اتخاذ إجراءات صارمة، فالوزارتان المعنيتان – الصحة والداخلية – يجب أن تتحركا في أسرع وقت قبل أن يحدث “كارثة صحية” بسبب هذه “صيدليات الإنترنت” التي تروج لأدوية لا يعرف أحد مصدرها، وقد تكون مزورة أو حتى مضرة. لا ندري ما إذا كان “النظام الصحي” بحاجة إلى علاج سريع أم لا، ولكن من المؤكد أن هذا الموضوع سيظل يثير الجدل لبعض الوقت، إلى أن تجد السلطات طريقة لوقف هذه الفوضى.
نعتقد أننا جميعًا نعلم كيف يسير هذا السيناريو في النهاية، وفي الغالب ستظل “صيدليات الإنترنت” حاضرة في حياتنا، ربما إلى أن نبدأ في شراء الأدوية من خلال طائرات مسيرة!