سي مصطفى: بطل الشاشة وأيقونة الخطابات الملونة
دابا ماروك
إذا كنت تبحث عن نجم الشاشة الصغيرة خلال السنة التي ودعناها، فلن تجد أفضل من سي مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة. الرجل الذي لا يُخطئ ميكروفونه أبداً، والذي أصبح بفضل تصريحاته مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الساخرة على حد سواء.
سي مصطفى وبشائر الإنجازات الحكومية
في كل خميس، يظهر سي مصطفى وكأنه من كوكب آخر، ليبشرنا بإنجازات حكومة أخنوش التي، وفقاً له، لم يسبق لها مثيل منذ عهد الديناصورات. يخبرنا بأن معدلات البطالة قد انخفضت بفضل مشروع اللامشروع، وأن كل مغربي اليوم أصبح يشعر وكأنه يمتلك فندق خمس نجوم على قارعة الطريق.
لكن الحدث الأبرز كان عندما بشّرنا بمشروع مدونة الأسرة المعدلة، الذي وصفه بأنه ثورة القرن، رغم أن معظم المغاربة بالكاد يعرفون عنه شيئاً سوى أنه عنوان لخطاب سياسي جديد.
الحق في الإضراب… أم الإضراب عن الحقوق؟
سي مصطفى لا ينسى أن يعزف سيمفونية الحكومة حول قانون الإضراب. بالنسبة له، القانون ليس مجرد مشروع بل “هدية للشعب”. هدية من النوع الذي تجده مغلفاً جيداً، لتفتح الصندوق وتجد أنه فارغ تماماً. لكن لا تقلق، فسي مصطفى لديه دائماً مبرر مقنع: “هذا ليس فراغاً، بل مساحة للإبداع!”
هل يبشرنا بالجنة؟
ليس مستبعداً أن يخرج علينا يوماً ويخبرنا أن الحكومة تدرس خطة لإرسال المغاربة إلى الجنة مباشرة دون المرور بالإجراءات التقليدية. وفقاً له، الجنة ليست سوى امتداد منطقي لإنجازات الحكومة الحالية، وما عليك سوى الالتزام بدفع الضرائب واتباع تعليماته لتحجز مقعداً مريحاً فيها.
الناطق الذي يتحدث بلغة لا نعرفها
من أطرف ما يميز سي مصطفى هو لغته الغريبة التي تجمع بين تعابير فلسفية غامضة ومصطلحات إدارية لا يعرف معناها سوى هو. إذا كنت تبحث عن شرح بسيط لأي قضية، فإن متابعة تصريحاته ستزيدك حيرة. مرة يتحدث عن “النموذج التنموي الجديد” وكأنه علاج لكل المشاكل، ومرة عن “الرؤية المستقبلية” وكأنها عبارة مقتبسة من كتب الخيال العلمي.
سي مصطفى: نجم سيظل يلمع
رغم كل شيء، لا يمكننا إنكار أن سي مصطفى هو ظاهرة إعلامية بحد ذاته. ففي زمن يندر فيه الأبطال الحقيقيون، يبقى لنا سي مصطفى، بشخصيته الفريدة، لنتسلى بها ونعيش معها مغامرات يومية. ربما يوماً ما، سيخبرنا أن المغاربة هم أسعد شعب في العالم… فقط لأن سي مصطفى قال ذلك، ونحن لن نجرؤ على مخالفة بطلنا المغوار.
فإلى ذلك الحين، دعونا نستمتع بإطلالاته ونعيد تدوير كلماته في النكات اليومية، لأنه في 2024، مصطفى بايتاس ليس مجرد وزير… إنه حالة!