مول الشكولاتة” يتنصل من مسؤولية تأخير التأشيرات: التلاميذ ضحية الروتين الإداري!
دابا ماروك
في مشهد درامي جديد، نفى “مول الشكولاتة”، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن وزارته أي مسؤولية في حرمان ستة تلاميذ مغاربة موهوبين من فرصة المشاركة في النسخة الـ65 من الأولمبياد الدولي للرياضيات “IMO” التي كانت ستقام في المملكة المتحدة في يوليوز 2024. وتذكروا، هؤلاء التلاميذ لم يكونوا مجرد عابرين في عالم الرياضيات، بل كانوا يحملون آمالاً وطموحات عريضة، لكن ما هي إلا معركة مع الروتين الإداري!
طبعا، الوزير لم يبخل علينا بتوضيح “الجهود الجبارة” التي بذلتها وزارته لضمان المشاركة. من انتقاء الفريق الوطني إلى إجراء التنسيق مع اللجنة الدولية، مروراً بتدبير الإيواء والتغذية، وحتى اقتناء تذاكر السفر واستصدار التأشيرات. كل شيء كان جاهزاً، لولا أن المساطر الإدارية (التي يفضل البعض تسميتها بالـ”غول الإداري”) قررت أن تتدخل في اللحظات الأخيرة لتمنع العملية من الانطلاق في الوقت المحدد.
وعندما وصلنا إلى هذه النقطة، اقترح الوزير أن يتم السماح للتلاميذ بالمشاركة عن بعد، كنوع من “الاستثناء”، لكن – وكما هي العادة مع القوانين – القوانين لم تسمح بتجاوز هذه القاعدة الحديدية. وبذلك، ضاعت الفرصة على هؤلاء التلاميذ، رغم أن المغرب يشارك في هذه الأولمبياد منذ عام 1983، محققًا أربع ميداليات فضية، وستًا وثلاثين ميدالية نحاسية، وثلاثًا وثمانين ميزة شرفية. نعم، نحن في المرتبة 68 عالميًا، لكن يبدو أن من يهتم بالتفاصيل الصغيرة مثل التأشيرات، نادر في هذا البلد!
وعندما سأل أحد أولياء الأمور عن السبب في تأخر إصدار التأشيرات، كان الجواب بكل بساطة: “للأسف، لم نتمكن من إتمام الإجراءات في الوقت المناسب.” في وقت كان التلاميذ قد تلقوا دعوات رسمية من جميع الجهات المعنية. لكن يبدو أن التأشيرات وُضعت في كفة، والطموحات في كفة أخرى!
وبناءً على هذا التأخير غير المبرر، ضاعت الفرصة أمام التلاميذ لإثبات قدراتهم، وحدث ما كان يجب أن لا يحدث: خيبة أمل، وضغط نفسي هائل. وكم من “معجزة” يحتاجها تلاميذنا لكي يصلوا إلى العالمية دون أن يُجهض حلمهم بسبب التباطؤ والتأخير؟
ملاحظة أخيرة: في عالم تسود فيه القوانين الجامدة، “مول الشكولاتة” قد يكون الوحيد القادر على إقناعنا بأن الوقت لا يعني شيئًا عندما يتعلق الأمر بفرص المستقبل.