العجز التجاري في المغرب.. حين تصبح “الدولة” مثل جيب مثقوب!
دابا ماروك
يبدو أن العجز التجاري في المغرب قد قرر أن يذهب في إجازة بلا عودة! آخر التقارير الاقتصادية تقول إن العجز تضخم بنسبة 6.5%، وكأننا نتحدث عن نمو في عدد الأشجار، وليس في فجوة اقتصادية لا ينبت فيها إلا الشوك.
الفراولة والتلفاز المستورد.. من المسؤول؟
الحكاية تبدأ من هنا: نحن نستورد كل شيء تقريبًا، من الفراولة المجمدة إلى شاشات التلفاز التي تعرض لنا نشرات أخبار هذا العجز نفسه! أما ما نصدره؟ قليل من الحوامض، والآمال الكبيرة، وبعض الأغاني الشعبية التي قد تفيد في تهدئة أعصاب المراقبين الدوليين.
حاويات ممتلئة بالوعود الفارغة
الموانئ المغربية باتت تشهد مشهدًا دراميًا. الحاويات القادمة ممتلئة بالسلع المستوردة، والحاويات المغادرة محملة بالكثير من الهواء (ربما هواء الناظور أو شفشاون، الذي نقسم أنه “أنقى هواء في العالم”)!
الوزراء.. ومزايدات الأرقام
في وسط هذا المشهد الكوميدي، يظهر وزراؤنا بكل فخر ليعلنوا عن “خطط إنقاذ”. واحدة منها تقترح فتح مزيد من المعارض للترويج للمنتجات المحلية. رائع! لنبدأ بتصدير “الزربية المغربية”، فهي على الأقل لا تحتاج إلى تصاريح جمركية معقدة.
كيف الحل؟ تحويل السخرية إلى استراتيجية؟
ربما حان الوقت لنقترح فكرة ثورية: لماذا لا نفتح الباب لتصدير شيء نتقنه فعلًا؟ السخرية. العالم يعشق الفكاهة، ونحن لدينا من “النكثة السياسية والاقتصادية” ما يكفي لملء سفن ضخمة.
الخلاصة؟
العجز التجاري ليس مجرد رقم يتضخم على الورق. إنه جيب مثقوب نحاول ترقيعه كل عام بنفس الإبرة. والسؤال هو: متى نتوقف عن إصلاح الجيب، ونبدأ بصناعة جيب جديد من الأساس؟!