مجتمع

حكومة “الإبداع”: معزوفة عبقرية تعزف على أوتار اللامعقول

دابا ماروك

الواقع المغربي: حين تتحول التحديات إلى فرص لـ”التأمل

كل مرة تُثبت حكومتنا أنها قادرة على إعادة تعريف حدود الممكن. كيف لا، وهي التي تمزج بين الخيال العلمي والكوميديا السوداء، لتصنع لنا واقعًا مليئًا بالقرارات التي تبدو وكأنها جزء من برنامج فكاهي، لكنها للأسف حقيقية.

ضريبة الهواء: إبداع بيئي أم عبء جديد       

ليس من المبالغة القول إن حكومتنا تتعامل مع الهواء باعتباره ثروة وطنية قابلة للاستثمار. شائعات فرض “ضريبة الهواء” لم تعد مجرد دعابة، بل تحوّلت إلى فكرة متداولة قد تجد طريقها قريبًا إلى جدول الأعمال. وبينما نتصور أنفسنا نُحاسب على عدد الأنفاس اليومية، لا يسعنا إلا أن نسأل: هل هناك خطة لتسويق الهواء المعلب قريبًا؟

الدواء الأحمر: السحر الحكومي المُعلّب

مع كل موجة أزمات صحية، نجد أنفسنا أمام إبداعات جديدة مثل “الدواء الأحمر”. لا أحد يعرف مكوناته أو آثاره الجانبية، لكننا متأكدون أنه سيُضاف إلى قائمة “المنجزات” الحكومية. في بلد قد تتحول فيه المراكز الصحية إلى “معارض للتجربة”، يبدو أننا أمام مستقبل صحي يعتمد على الحظ والصدفة أكثر من أي شيء آخر.

زيادات العام الجديد: كرنفال المفاجآت

كل عام وأنتم بخير… أو ربما لا. مع قدوم السنة الجديدة، اعتدنا أن نُودّع الاستقرار المالي، ونستقبل جملة زيادات في الأسعار. الوقود، الكهرباء، وحتى السلع الأساسية، تبدو جميعها وكأنها تدخل في مزاد مفتوح للزيادات. وربما تُضاف فقرة جديدة لدستورنا: “من لا يستطيع التأقلم مع غلاء المعيشة، فليبحث عن حلول خيالية أو فلكية!”

شعب لا يُهزم: كوميديا سوداء تُلهب الواقع

رغم كل شيء، يظل الشعب المغربي مستمرًا في معركته اليومية. ننتظر في الطوابير، نضحك على همومنا، ونحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للسخرية من الواقع. فالسخرية هنا ليست مجرد تسلية، بل هي أسلوب حياة وسلاح ضد كل التحديات التي تواجهنا.

بين الجد والهزل: أي دروس للمستقبل؟

قد تبدو هذه القرارات كمحاولة لإعادة ترتيب الأوراق، لكنها في كثير من الأحيان تعكس قصورًا في فهم احتياجات الشعب. وبينما نحاول التأقلم مع الواقع، نأمل أن تكون هذه التحديات درسًا يعيد صياغة العلاقة بين الشعب والحكومة.

الخاتمة: ننتظر “الإبداع” الحقيقي

ما نحتاجه ليس مجرد قرارات تبدو “مبتكرة” على الورق، بل حلولًا فعالة تخفف من أعباء المواطن وتعيد إليه الثقة في المستقبل. وحتى ذلك الحين، سنظل نبتسم، لأن الضحك هو كل ما تبقى لنا.

عام جديد سعيد، برغم كل الصعاب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى