رياضة

بين رحيمي ورحيمي: قصة شقيقين وواقع كرة القدم المغربية

دابا ماروك

في عالم كرة القدم، تُعتبر الأسماء أحيانًا جوازات سفر للنجاح، خاصة إذا ارتبطت بعائلة رياضية. لكن في حالة الأخوين سفيان والحسين رحيمي، يبدو أن اسم العائلة وحده لم يكن كافيًا ليمنح كليهما نفس القدر من النجومية والإشادة. في هذه القصة، نتوقف عند مسارين متناقضين لرجلين ينتميان لعائلة واحدة، لكن يختلفان في كل شيء تقريبًا على مستوى الأداء، الإنجازات، وحتى التوقعات.

سفيان رحيمي: النجم الساطع

المايسترو الذي غزا الخليج

سفيان رحيمي، اسم أصبح مرتبطًا بالتميز في ملاعب كرة القدم، ليس فقط في المغرب ولكن على الصعيد الدولي. من الرجاء البيضاوي إلى العين الإماراتي، استطاع سفيان أن يبني لنفسه سمعة نجم لا يُستهان به، سواء بمهاراته الفنية أو بقدرته على حسم المباريات.

أسباب نجاحه

  1. موهبة طبيعية:
    سفيان يتمتع بقدرة فطرية على قراءة المباريات، المراوغة، وصناعة الأهداف.
  2. العمل الجاد:
    رغم موهبته، كان دائمًا يعمل على تطوير نفسه بدنيًا وفنيًا، مما جعله قادرًا على التأقلم مع مستويات تنافسية عالية.
  3. عقلية احترافية:
    رحيمي لا يعتمد فقط على مهاراته، بل يظهر التزامًا تكتيكيًا وانضباطًا داخل وخارج الملعب.
  4. اختيار الوجهة الصحيحة:
    انتقاله إلى الخليج، وبالتحديد العين الإماراتي، كان قرارًا صائبًا. النادي وفر له بيئة احترافية، وجماهيره دعمته ليصبح أحد ركائز الفريق.

إنجازات سفيان

  • مع الرجاء: قاد الفريق لتحقيق ألقاب محلية وقارية، وكان دائمًا عنصرًا أساسيًا في التشكيلة.
  • مع العين الإماراتي: أصبح مايسترو الفريق، حيث استمر في التألق وإثبات نفسه كأحد أفضل اللاعبين في الدوري الإماراتي.

الحسين رحيمي: ظل الاسم الكبير

بين الطموحات المهدورة والأداء المتواضع

الحسين رحيمي، شقيق سفيان، دخل عالم كرة القدم بتوقعات كبيرة بسبب ارتباط اسمه بنجم العائلة. لكنه سرعان ما أثبت أنه بعيد كل البعد عن مستوى أخيه. الجماهير المغربية التي عرفت سفيان كنجم رجاء عالمي، واجهت الحسين كشخصية باهتة داخل المستطيل الأخضر.

لماذا لم ينجح؟

  1. غياب الموهبة الاستثنائية:
    الحسين لم يُظهر أبدًا المهارات التي تجعل منه لاعبًا قادرًا على التأثير في مجريات المباريات.
  2. انعدام الاستمرارية:
    حتى في الفرص القليلة التي حصل عليها، لم يكن قادرًا على ترك بصمة تُذكر، مما جعله يُعتبر لاعبًا عاديًا أو أقل.
  3. ضغط التوقعات:
    مقارنة الجماهير والإعلام بينه وبين شقيقه سفيان أثرت سلبًا على أدائه، حيث أصبح محاصرًا بتوقعات لم يكن مستعدًا لتلبيتها.
  4. عدم التطور:
    في عالم كرة القدم، الموهبة تحتاج إلى عمل شاق للتطور. يبدو أن الحسين لم يستثمر جهده بالشكل الذي يجعل منه لاعبًا يستحق الاهتمام.

الاختلاف بين الأخوين: الدروس والعبر

  1. الموهبة ليست وحدها معيارًا

رغم أن الحسين لم يظهر بريقًا يشبه شقيقه، فإن قصته تسلط الضوء على أن الموهبة ليست وحدها العامل الحاسم في النجاح. العمل الجاد، الاختيارات الصحيحة، والدعم المستمر عوامل لا تقل أهمية.

  1. التعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري

سفيان كان قادرًا على تحمل ضغط كونه نجمًا، بل واستثمر ذلك في دفع مسيرته للأمام. في المقابل، الحسين وقع فريسة لهذه الضغوط، مما جعله يفقد الثقة بنفسه وبأدائه.

  1. الاستثمار في التطور

سفيان لم يكتفِ بما لديه من موهبة، بل حرص على تطوير نفسه ليبقى دائمًا في القمة. الحسين، على العكس، بدا وكأنه متوقف عند مرحلة معينة بدون أي تطور يُذكر.

الجماهير: بين التشجيع والنقد

الجماهير المغربية معروفة بشغفها الكبير، لكنها أيضًا لا ترحم عندما يتعلق الأمر بالأداء.

  • بالنسبة لسفيان، الجماهير كانت ولا تزال تراه نموذجًا يُحتذى به.
  • أما الحسين، فقد كان محط انتقاد دائم، حتى أن البعض اعتبره مثالًا على اللاعبين الذين يحصلون على الفرص دون أن يثبتوا جدارتهم.

مستقبل الأخوين: الطريق ما زال طويلًا

  • سفيان رحيمي:
    رغم نجاحه الكبير، أمامه تحديات مستمرة للحفاظ على مستواه، خاصة مع المنافسة المتزايدة في البطولات الخليجية. الجماهير تتوقع منه المزيد، سواء في النادي أو مع المنتخب الوطني.
  • الحسين رحيمي:
    إذا أراد الحسين تغيير الصورة النمطية عنه، فعليه أن يبدأ فورًا في العمل على تطوير نفسه وإثبات أنه ليس مجرد “ظل” لأخيه، بل لاعب يمكن أن يعتمد عليه.

الخلاصة: قصة أخوين بين النجاح والإخفاق

قصة سفيان والحسين رحيمي تعكس جانبًا مهمًا في كرة القدم المغربية: الموهبة قد تُضيء المسار، لكن من دون العمل الجاد والاختيارات الصحيحة، قد تتحول إلى مجرد قصة غير مكتملة. وبينما يبقى سفيان رمزًا للنجاح والاحتراف، يظل الحسين بمثابة درس يجب على اللاعبين الشباب أن يستفيدوا منه: الاسم لا يصنع النجاح، العمل هو ما يصنع الفارق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى