
بيان ناري من الجمعيات الرجاوية: هذا إلى المكتب المسير: “إرحل”
دابا ماروك
علمنا من مصدر موثوق أن الجمعيات الرجاوية، التي لطالما وقفت إلى جانب فريق الرجاء الرياضي في جميع مراحل تطوره، بصفتها صوت الجماهير المخلص ودرع الفريق الأمين، ستطلق بيانًا ناريًا موجهًا إلى المكتب المسير للنادي، مطالبة إياه بالرحيل الفوري وتحميله كامل المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي آلت إليه أوضاع الفريق في السنوات الأخيرة. البيان المنتظر لن يكون مجرد صرخة غضب، بل هو رسالة حاسمة تعكس الإحباط الكبير الذي يعيشه جمهور الرجاء في ظل تدهور الأداء الفني والإداري على حد سواء.
الإنحدار الكبير: من العظمة إلى المعاناة
منذ فترات ماضية كان الرجاء الرياضي أحد أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم العربية والإفريقية. كان الفريق رمزًا للطموح والتحدي، يتطلع إلى الانتصارات في كل المنافسات المحلية والدولية، وكان يحقق الإنجازات تلو الأخرى. ولكن مع مرور الوقت وتوالي الإخفاقات المتتالية، بدأنا نشهد انهيارًا مدويًا للفريق في مختلف الجوانب، سواء على مستوى النتائج، أو على مستوى الانتدابات، أو على مستوى إدارة الأزمات التي مر بها النادي.
ما كان في يوم من الأيام أسطورة، أصبح اليوم مجرد ذكرى يتذكرها الجميع بحسرة. لم يكن هذا الانحدار وليد اللحظة، بل هو ثمرة سنوات من الإهمال والتخبط الإداري، حيث تم تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الفريق، مما دفع الرجاء الرياضي إلى الدخول في دوامة من الإخفاقات التي جعلت الجماهير تتيه بين الوهم والحقيقة.
المسؤولية كاملة على المكتب المسير
المكتب المسير الحالي هو المسؤول الأول عن ما آلت إليه أوضاع الفريق. لم يكن هناك أي تخطيط حقيقي للنهوض بالفريق، بل استمرت القرارات العشوائية والإدارة الفاشلة، التي أثرت سلبًا على مستوى الفريق. التعاقدات غير المدروسة، الاختيارات الفنية المريبة، وعدم تحمل المسؤولية في الأوقات الصعبة، كلها عوامل ساهمت في هذا التدهور المريع.
كانت الإدارة دائمًا تروج لأحلام وأوهام، بينما كانت الحقيقة المرة تظهر شيئًا آخر. في وقت كان يحتاج فيه الرجاء إلى قادة حقيقيين قادرين على مواجهة التحديات، وجدنا أنفسنا أمام مجموعة من الأشخاص الذين لا يحملون أي رؤية استراتيجية للنهوض بالفريق. وتحت قيادة هذا المكتب، بدأ الفريق يفقد هويته تدريجيًا، ليصبح مجرد فريق يلعب دون هدف، بلا طموح، بلا رؤية. بل إن الأدهى من ذلك أن البعض في المكتب المسير استمر في اتخاذ قرارات كارثية رغم فشلها الذريع في الماضي.
الانتدابات الفاشلة: رصاصة الرحمة
أحد أبرز أسباب هذا الانحدار هو الانتدابات الفاشلة التي عرفها الفريق في السنوات الأخيرة. بدلاً من التعاقد مع لاعبين ذوي جودة عالية يتناسبون مع طموحات النادي، تم جلب مجموعة من اللاعبين الذين لا يملكون المستوى المطلوب. فبدلاً من تطوير الفريق، أصبحت هذه الانتدابات عبئًا إضافيًا على النادي، سواء من حيث الأموال التي تم صرفها، أو من حيث المستوى الفني الضعيف الذي تم تقديمه على أرض الملعب.
إن هذه الصفقات لم تكن عشوائية فحسب، بل كانت تعبيرًا عن غياب الرؤية، وعدم فهم حقيقي لطبيعة الفريق واحتياجاته. كما أن حالة من الفوضى تعيشها الإدارة في ما يتعلق بكيفية التعامل مع اللاعبين، سواء في صفقات الانتقال أو في التعامل معهم بعد توقيع العقود. وبالمحصلة، باتت التعاقدات، التي كانت من المفترض أن تكون موجهة لبناء فريق قوي قادر على المنافسة، سببًا رئيسيًا في تدهور النتائج وتراجع المستوى العام للفريق.
خيانة الأمانة وغياب المحاسبة
لكن، ما يزيد الطين بلة هو غياب أي نوع من المحاسبة أو المراجعة الذاتية من قبل المكتب المسير. فبدلاً من الإقرار بالأخطاء ومحاولة تصحيحها، استمرت سياسة التسويف والتبرير. لا نرى أي خطوات جادة لتحسين الأوضاع أو إعادة الهيبة للفريق. بل إن الخوف هو أن هذه العقلية لن تتغير، ما لم يتم إحداث تغيير جذري في القيادة.
إن الفشل في محاسبة المقصرين والمتسببين في تدهور الفريق لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإخفاقات والتخبط. ورغم كل الانتقادات التي تم توجيهها من قبل الجماهير والصحافة، فإن المكتب المسير لم يُظهر أي رغبة حقيقية في التغيير أو تحسين الوضع. وهذا يضعنا أمام مشهد مؤسف، حيث يستمر النادي في السقوط الحر بينما يتفرج المعنيون بالأمر عن بُعد.
الوقت قد حان للرحيل
لقد طفح الكيل، وحان الوقت لإجراء تغيير حقيقي. الجمعيات الرجاوية، التي تعتبر الصوت الأكثر قوة في الشارع الرياضي، تطالب الآن وبشكل قاطع برحيل المكتب المسير الحالي. نريد قيادة جديدة قادرة على انتشال الفريق من هذا الوضع الكارثي، قيادة تمتلك رؤية استراتيجية واضحة للنهوض بالفريق، قيادة تتعهد بالعمل الجاد والتضحية من أجل إعادة بناء الرجاء الرياضي ليعود إلى مكانته الطبيعية بين عمالقة الأندية.
وفي الختام، لن تقف الجماهير مكتوفة الأيدي أمام تدمير هذا النادي العظيم. إن الرجاء يستحق أفضل من ذلك، وجماهيره ترفض أن تظل رهينة لتجارب فاشلة تعيش على أمل تلاشي الأزمات دون حلول. لذلك، نطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، برحيل هذا المكتب المسير، فتحقيق المحاسبة، وإعادة بناء الرجاء على أسس صحيحة، تتناسب مع حجم طموحات الجماهير العريضة التي لا تستحق إلا الأفضل.