قصة “الثالوث الملعون” في شوارع الرباط
دابا ماروك
في أجواء توحي وكأنها بروفة لثورة فرنسية صغيرة، قررت الجبهة المغربية المناهضة لقانوني الإضراب والتقاعد تنظيم مسيرة مركزية بالرباط يوم الأحد، 29 دجنبر 2024. شعار اليوم؟ “لا لتكبيل الحق في الإضراب، ولا للمساس بالمعاشات… ونعم لشيء ما، لكن لا أحد يعرف ما هو بالضبط!”
الجبهة، التي بدت وكأنها تضم كل من لديه صوت أو طبلة، وصفت قانون الإضراب بـ”التكبيلي”. لا ندري إن كان التكبيل هنا مجازيًا أم أن الحكومة تخطط فعلاً لتوزيع الأصفاد على كل من تسول له نفسه أن يضرب. التحذيرات توالت، مؤكدة أن القانون الجديد قد يجعل من الإضراب فنًا تشكيليًا لا يمارسه أحد إلا على الورق.
أما عن التقاعد؟ حسنًا، يبدو أن هناك إجماعًا على أنه يعيش أسوأ أيامه. المشاركون رفعوا شعارات غاضبة تصف “الإصلاحات الأخيرة” بـ”الثالوث الملعون”. لا نعرف بالضبط من هم أعضاء هذا الثالوث، لكن يبدو أنه يشمل الحكومة، صندوق التقاعد، وربما ذلك الموظف الذي يضع ختمه على نهاية الخدمة.
الجبهة، التي تضم عددًا لا بأس به من التنظيمات النقابية، أعلنت رفضها القاطع لما أسمته “التشريع التصفوي”. تصريح يفتح المجال للتخيل: هل ستتخلص الحكومة فعلاً من العمال مثلما نتخلص من الملفات القديمة في المكتب؟
أما النقطة الأكثر إثارة للجدل، فهي الخصخصة. نعم، يبدو أن البعض يعتقد أن التقاعد سيتحول إلى اشتراك في صالة رياضية: لا معاش إلا إذا دفعت، والتمارين إلزامية! الجبهة ترى أن هذا الأمر “تخريب” للحقوق، بينما يرى البعض الآخر أن “التخريب” قد يكون شعار المرحلة القادمة.
وفي الختام، بين الشعارات المرفوعة والصرخات المدوية، يبدو أن الرباط تحولت إلى مسرح كوميديا سوداء، حيث الجميع يلعب دور البطل المظلوم في قصة لا تنتهي. فهل سيجد “الثالوث الملعون” حلاً وسطًا؟ أم أن المسيرة ستبقى مجرد فصل آخر من دراما الإضرابات في المغرب؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف.