إلى وزارة التعليم العالي: مطلب بنية تحتية جامعية في إقليم تيزنيت
دابا ماروك
إقليم تيزنيت، الذي يشتهر بتاريخه العريق وتراثه الثقافي الغني، يعاني من غياب البنية التحتية الجامعية رغم التطور الديموغرافي الكبير الذي يشهده المجال الحضري فيه. وفقًا لإحصائيات 2024، فإن ساكنة الإقليم وحدها بلغت 86,595 نسمة، وهو مؤشر يعكس النمو السكاني المستمر في المنطقة، فضلًا عن أهمية إنشاء مؤسسات تعليمية تتناسب مع احتياجات هذا العدد المتزايد.
لماذا تحتاج تيزنيت إلى بنية جامعية؟
- تزايد أعداد الطلبة:
النمو السكاني الذي تشهده تيزنيت وتافراوت يترافق مع تزايد أعداد الطلبة الذين يضطرون للانتقال إلى مدن بعيدة لمتابعة تعليمهم الجامعي، ما يشكل عبئًا ماليًا ونفسيًا على الأسر. - رؤية التنمية المحلية:
إقليم تيزنيت جزء من المشاريع الوطنية التي تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية. توفير جامعة محلية يتماشى مع هذه الرؤية ويسهم في خلق فرص تنموية. - دعم التنمية الاقتصادية:
مؤسسة جامعية بإمكانها أن تكون محركًا أساسيًا لتطوير المنطقة عبر تعزيز التعليم والبحث العلمي وربطه بحاجيات سوق العمل المحلية، خصوصًا في مجالات الزراعة، الصناعة التقليدية، والسياحة المستدامة.
الحلول المقترحة لإنشاء بنية جامعية في تيزنيت
- إحداث فرع جامعي:
في البداية، يمكن فتح كلية متعددة الاختصاصات تابعة لجامعة ابن زهر بأكادير لتقديم تخصصات مختلفة تلبي احتياجات المنطقة. - إنشاء معهد متخصص:
معاهد للتكنولوجيا أو التكوين المهني العالي ستكون خطوة أولى واقعية، مع إمكانية توسعها تدريجيًا. - الشراكات مع القطاع الخاص:
التعاون مع مستثمرين لإنشاء مجمع جامعي يجمع بين التعليم الأكاديمي والتكوين المهني.
الانعكاسات الإيجابية
- تقليص الهجرة الطلابية نحو المدن الكبرى.
- تحسين جودة التعليم العالي لسكان الإقليم.
- تعزيز التنمية المحلية على مستوى الثقافة والبحث العلمي.
المسافة بين تيزنيت وأكادير: عائق أمام طموحات طلبة الإقليم
يعاني طلبة إقليم تيزنيت من واقع مرير يفرض عليهم التنقل يوميًا أو الإقامة في أكادير لمتابعة تعليمهم الجامعي، حيث تبعد أكادير عن تيزنيت أكثر من 80 كيلومترًا. هذه المسافة تمثل تحديًا كبيرًا أمام شباب الإقليم، خصوصًا في ظل غياب بنية تحتية جامعية محلية.
أبعاد المشكلة
- التكاليف المالية:
- التنقل اليومي يكلف الطلبة وأسرهم مبالغ باهظة، تشمل مصاريف النقل والمأكل والمبيت.
- الإقامة في أكادير تعني استئجار غرف أو شقق بأسعار مرتفعة، مما يثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة.
- الإرهاق البدني والنفسي:
- السفر يوميًا لمسافة تزيد عن 160 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا يؤدي إلى إرهاق الطلبة ويؤثر على تحصيلهم الدراسي.
- غياب الاستقرار العائلي يزيد من شعورهم بالعزلة ويضعف الروابط الأسرية.
- ارتفاع نسب الانقطاع عن الدراسة:
- كثير من الطلبة يضطرون للتخلي عن تعليمهم الجامعي بسبب هذه التحديات، مما يؤدي إلى خسارة كفاءات كان من الممكن أن تساهم في تنمية الإقليم.
ما الحل؟
- تسريع إنشاء جامعة محلية:
من الضروري وضع خطة عاجلة لإنشاء بنية جامعية في تيزنيت، تبدأ بفتح فرع لجامعة ابن زهر، يحتوي على تخصصات أساسية مثل العلوم، الأدب، والاقتصاد. - النقل الجامعي:
توفير خدمة نقل جامعي بأسعار رمزية بين تيزنيت وأكادير كحل مؤقت، ريثما يتم توفير بنية تحتية جامعية محلية.
رسالة إلى المسؤولين
طلبة تزنيت ليسوا أرقامًا على الأوراق، بل هم جزء من طاقات المستقبل، وأي استثمار في تعليمهم هو استثمار في تنمية الإقليم والوطن. إن توفير جامعة محلية في تيزنيت لن يحل فقط مشاكل التنقل، بل سيضع حجر الأساس لتنمية اقتصادية وثقافية واجتماعية حقيقية.
تيزنيت تستحق أن تكون نقطة إشعاع علمي في الجنوب المغربي، وآن الأوان لتفعيل مشاريع جريئة تحقق العدالة المجالية وتعزز الاستثمار في مستقبل الأجيال القادمة.