فن وثقافة

دعوة إلى التفاؤل

دابا ماروك

دع كل الهموم تُساقط من روحك كما تسقط أوراق الخريف عن الأشجار. حرر قلبك من ثقلها، ودع الرياح تحملها بعيدًا إلى حيث لا عودة. إن الهموم ليست إلا ظلالًا عابرة، وظلام الليل مهما طال، لا بد أن يذوب في حضن الفجر.

تذكر أن النور كامن خلف كل عتمة، ينتظر لحظة انبثاقه ليغمر حياتك دفعة واحدة. لا تدع الظلام يُخيفك؛ فهو لا يملك إلا أن يفسح الطريق أمام النور. كن على يقين أن الكون يتوازن، وأن الألم ما هو إلا إعداد لفرحة قادمة، وأن الحزن يفسح المجال للبهجة كما تتناوب الفصول على الأرض.

حين تثقل الأيام على ظهرك، قف بشموخ. تخيل نفسك جبلاً صلبًا، لا تزعزعه العواصف مهما اشتدت. اصبر، ففي الصبر شجاعة، وفي التحمل قوة. وكلما شعرت بالضعف، تذكر أنك أقوى مما تعتقد، وأنك خُلِقت لتواجه وتنتصر.

اجعل من الظلام مرفأً للتأمل، ومن الألم نقطة انطلاق نحو حياة أجمل. ازرع في داخلك بذور الأمل، وامنحها نور الإيمان لتزهر يومًا بألوان الفرح. الحياة رحلة، وفي كل منعطف منها حكمة، وفي كل مطب درس. فلا تخف من السقوط؛ فالأرض ليست إلا نقطة انطلاق جديدة.

ارفع عينيك نحو السماء، تأمل النجوم التي تنير الليل الحالك. إن كانت السماء لم تيأس من إرسال نورها عبر الظلمة، فلماذا تيأس أنت؟ دع الضوء الذي في داخلك يتوهج، ودع قلبك ينبض بالإيمان. غدًا سيشرق الفجر، ومعه ستشرق روحك.

كن واثقًا، كن شجاعًا، وكن مستعدًا لاستقبال النور القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى