حينما تتحول المقصات إلى أسلحة نضال: حلاقون ينتفضون ضد خصلات القهر!
دابا ماروك
اقترح علينا صديق شريف ونزيه، يمتلك قلبًا يسع كل مظلوم ويُفكر بمنطق يفيض سخرية وحكمة، فكرة قد تُصنّف ضمن أكثر الاقتراحات جرأة وإبداعًا في سياق النضال المعاصر: أن يتوقف المناضلون عن قص شعرهم كبديل عن الإضراب التقليدي. بهذا الاقتراح، أراد أن يُعيد رسم مشهد النضال، حيث تتحول خصلات الشعر إلى رايات احتجاج، ويجد الحلاقون أنفسهم أمام أزمة جديدة تُجبرهم على ابتكار صيغ احتجاجية بديلة.
تخيلوا معنا كيف يمكن أن يصبح الشعر الطويل وسيلةً لتحدي قوانين تكبيل الحريات، وكيف سيتحول النضال إلى لغة جديدة تُترجمها الخصلات الطويلة والحكايات التي تُروى عند كل جبهة!
البداية: اقتراح يُشبه الشعر الطويل في مجازاته
عندما يقترح صديق نبيل كهذا فكرة الإضراب عن الحلاقة، فإنه في الحقيقة يُلقي بظلالٍ ثقيلة على واقع النضال المعاصر، حيث لم تعد الأدوات التقليدية كالإضراب تجدي نفعًا في مواجهة قوانين تنبع من نوايا تُكبِّل أكثر مما تُنظم. هنا يتجلى اقتراحه كبديل رمزي، يضرب في الصميم بتجريد الحلاقين من مورد رزقهم الأساسي، وهو الشعر.
المشهد الأول: شعر طويل، ورسائل أطول
تصبح الشوارع ساحةً لعرض الشعر النضالي. المناضلون يمتنعون عن الحلاقة، والشعر ينمو كالشجرة التي تُقاوم كل مقصّ. مع كل يوم، تزداد رسائلهم وضوحًا، كأنما يقولون: “إذا أردتم قصّ حقوقنا، فلتنظروا أولاً إلى هذا الشعر الطويل الذي يروي قصص الظلم”.
في هذه المرحلة، تظهر مظاهرات شعرية:
- رجال بأطوال شعر تنافس أبطال الأساطير.
- نساء يجدلن شعرهن ليكتبن عليه شعارات مثل: “الحرية في كل خصلة”.
المشهد الثاني: الحلاقون في مواجهة الأزمة
في ظل هذا الإضراب الغريب، يجد الحلاقون أنفسهم أمام خيارين:
- ابتكار صيغ جديدة للاحتجاج:
يخرج الحلاقون إلى الشوارع، حاملين لافتات من خصلات الشعر التي تمكنوا من قصّها قبل بدء الإضراب. يطالبون بحقهم في ممارسة مهنة “قص الحقوق” بطريقة جديدة. - التوجه إلى استراتيجيات بديلة:
يبتكرون خدمات جديدة، مثل:- “قص مجازي”: حيث يقومون بتصفيف الشعر الطويل فقط، دون قصّه، كوسيلة لتحدي الوضع الراهن.
- “تدوير الشعر”: استخدام الشعر المتساقط لصنع شعارات احتجاجية أو ملصقات تُستخدم في المظاهرات.
المشهد الثالث: الشعر يصبح لغة عالمية
مع الوقت، تتحول القضية إلى ظاهرة عالمية.
- تُعقد قمة دولية لمناقشة “إضراب الحلاقين والنضال بالشعر الطويل”.
- تدخل جمعيات حقوق الإنسان على الخط، مطالبةً بضرورة احترام رمزية الشعر كوسيلة احتجاجية.
- يُطرح السؤال الكبير في المحافل الأكاديمية: هل الشعر الطويل يُعد حقًا أم التزامًا؟
المشهد الأخير: قانون جديد للشعر
تحت ضغط الاحتجاجات، يتم تعديل مشروع القانون التنظيمي ليشمل بندًا خاصًا بحقوق الحلاقين والذين يطالبون بحصتهم من قص الشعر الرمزي. يُقرّ قانون جديد يُنظّم العلاقة بين الشعر والحقوق، ويُنصّ فيه على:
- حق كل مواطن في اختيار طول شعره كشكل من أشكال التعبير.
- ضمان حقوق الحلاقين في العمل، دون الإضرار بحرية النضال.
خاتمة ساخرة:
قد يبدو الاقتراح مجرّد دعابة، لكنه يحمل في طياته رسالة عميقة: أحيانًا، قد تكون أبسط الأدوات كالشعر الطويل أقوى من أقسى القوانين. في النهاية، يظل الإبداع في النضال سلاحًا لا يُمكن لأي مقصّ أن يقصّه!