أحمد التوفيق: وزير الأوقاف في المغرب يتحول إلى داعية للعلمانية!
دابا ماروك
في عرض كوميدي مثير، أطل علينا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، أحمد التوفيق، ليصدمنا بتصريح من العيار الثقيل أمام مجلس النواب. نعم، في جلسة هادئة، قرر التوفيق أن يتنقل بنا إلى عالم جديد من الفلسفة السياسية، حيث قال وهو ينقل حديثه مع وزير الداخلية الفرنسي: “المغرب بلد علماني”. وما هي إلا لحظات حتى تحول التصريح إلى قضية شائكة، بين مؤيد ومعارض، وكأن الوزير قد فتح بابا لدخول المغرب في مفاوضات مع الفضاء الخارجي، أو ربما مجرد زلة لسان غير مألوفة في دهاليز السياسة.
فالرجل الذي كان يتحدث عن إسلام “معتدل” في المغرب، قرر فجأة أن يقفز إلى مقولة “نحن علمانيون”. ولكن لا تتسرعوا في الحكم! فور أن شعر الوزير بعاصفة من التساؤلات تقترب، أضاف بكل حكمة: “أعني أننا ندعم حرية التدين!” نعم، عزيزي القارئ، حرية التدين، لأننا جميعا نعلم أن العلمانية تعني، وبكل بساطة، أن تُترك الأمور الدينية تحت مظلة الاختيارات الشخصية… أو ربما هكذا بدا الأمر للوزير، وقد اختلط عليه الأمر بين “العلمانية” و”حرية الدين“.
لكن لنقف لحظة! أليس من الغريب أن الوزير الذي كان ينقل هذا الكلام عن المغرب، وهو الدولة التي لا تزال تترأسها شخصية دينية (الملك) ولها مظاهر من التدين في مختلف قطاعاتها، قد صرح فجأة عن العلمانية؟ هل هو انقلاب فكري غير معلن؟ أم مجرد خطأ صغير وقع فيه الوزير في ظل الحوار الثقافي المتأثر بتصريحات وزير الداخلية الفرنسي، الذي بالطبع يعرف “ماذا يجب أن يقال”؟
وفي النهاية، نتساءل: هل كان الوزير يطلق تصريحاته ليؤكد أن المغرب لديه فهم جديد للإسلام، أم أنه ببساطة كان يحاول تجنب إحراج حكومته أمام الفرنسيين؟
المغاربة، بالطبع، لديهم رأي في الأمر. بعضهم يعتقد أن الوزير كان يقصد ما قاله، وبعضهم الآخر يرى أن هذا التصريح مجرد ضياع بين “مفهوم الدولة الحديثة” و”مفاهيمنا التقليدية”. لكن، كما هي العادة، في عالم السياسة يمكن لأي شيء أن يكون قابلاً للشرح… فقط بعد أن ينتهي الجدل!