سفيان رحيمي: ظلمته الجامعة، فأنصفه التاريخ
دابا ماروك
في عالم كرة القدم، تظل الأضواء مسلطة على اللاعبين الذين يتمتعون بموهبة فائقة وأداء متميز. ومع ذلك، فإن الرحلة لا تكون دائمًا سهلة أو خالية من التحديات والعراقيل. سفيان رحيمي، النجم المغربي الموهوب، واجه مسارًا صعبًا مليئًا بالتحديات والظلم، لكن في النهاية أنصفه التاريخ وأثبت نفسه كنجم لا يُضاهى.
تجاهل الجامعة وقلة الدعم
منذ بداياته في فريق الرجاء البيضاوي، أظهر سفيان رحيمي مهارات استثنائية جعلته واحدًا من أفضل اللاعبين في الدوري المغربي. ولكن رغم ذلك، ظل محسوبًا على فريق الرجاء، مما أثار تساؤلات حول حساسية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تجاهه. حتى عندما كان يُستدعى للمنتخب الوطني، كان يُعامل وكأنه لاعب غير مرغوب فيه. كان رحيمي يجد نفسه يلعب في مواقف صعبة، حيث يتجنب زملاؤه تمرير الكرة له، مما جعله يبدو وكأنه في حالة شروط طوال الدقائق التي كان يسمح له بالمشاركة فيها.
التألق في العين الإماراتي
رغم التحديات، لم يتوقف رحيمي عن السعي لتحقيق النجاح. انتقل إلى نادي العين الإماراتي، حيث أثبت نفسه كنجم لا يُضاهى في دوري الإمارات. ورغم التصريحات المتحفظة التي أدلى بها “رأس لافوكا” بشأن وزنه الثقيل، فإن أداء رحيمي على أرض الملعب كان يثبت عكس ذلك تمامًا. بفضل مهاراته الهجومية الفائقة وقدرته على تحقيق الأهداف، أصبح واحدًا من أبرز اللاعبين في الدوري، مما أظهر أنه قادر على التغلب على التحديات وتحقيق النجاح في أي بيئة.
العودة القوية والاعتراف المستحق
رغم كل ما واجهه من تجاهل وظلم، لم يستسلم رحيمي أبدًا. بفضل ضغط الجمهور الرجاوي، تم استدعاؤه أخيرًا للمنتخب الوطني بشكل رسمي. وفي أولمبياد باريس 2024، أثبت سفيان رحيمي أن “الماية تكذب الغطاس”، حيث سجل 8 أهداف وتربع على قائمة هدافي البطولة. هذا الأداء المذهل أكد أن موهبته لا يمكن تجاهلها وأنه يستحق كل الاعتراف والتقدير.
الدروس المستفادة
قصة سفيان رحيمي تحمل في طياتها العديد من الدروس. أولا، تكشف عن مدى الظلم الذي يمكن أن يواجهه اللاعبون الموهوبون بسبب التحفظات الشخصية أو السياسات الرياضية غير المنصفة. ثانيا، تبرز أهمية الإصرار والمثابرة في تحقيق النجاح رغم التحديات. وأخيرا، تؤكد على قوة دعم الجمهور وأثره الكبير في تغيير مسار اللاعبين وإعطائهم الفرصة التي يستحقونها.
في الختام، يمكن القول إن سفيان رحيمي ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو رمز للإصرار والعزيمة. ورغم الظلم الذي تعرض له، فإن التاريخ أنصفه وأثبت أن الموهبة الحقيقية لا يمكن أن تُخفى أو تُهمش. وسيظل رحيمي نموذجًا يُحتذى به لكل اللاعبين الذين يواجهون التحديات في مسيرتهم الرياضية.