الرأي

المحمدية: مدينة تبحث عن مجدها الضائع بين الحفر والظلام والوعود المؤجلة

دابا ماروك

المحمدية، تلك المدينة التي كانت تُعرف يومًا بـ”زهرة المدن” ومهد الحداثة، تبدو اليوم وكأنها تحاول استعادة مكانتها الضائعة وسط تحديات كبرى تشمل البنية التحتية، النظافة، الرياضة، والثقافة. وبينما تتحول الوعود إلى شعارات جوفاء في كثير من الأحيان، يبقى الأمل قائماً في أن تنطلق المدينة نحو مستقبل أفضل، بدءًا بمشاريع نوعية مثل برنامج تهيئة الشوارع الرئيسية.

مشروع التأهيل: فرصة لإنقاذ البنية التحتية

في خطوة لا نعرف إن تعكس الرغبة في تحسين أوضاع المدينة، تم إطلاق برنامج طموح يهدف إلى إعادة تأهيل الشوارع الرئيسية داخل تراب جماعة المحمدية، سيما وأن الأمر يتعلق بتكلفة تصل إلى 500 مليون درهم فقط فقط على مدى ثلاث سنوات. يشمل هذا البرنامج:

  • إصلاح الحفر والأرصفة.
  • تحسين الإنارة العمومية.
  • تطوير شبكات صرف مياه الأمطار.
  • تجميل المساحات الخضراء والمدارات الحضرية.

ورغم ذلك، فإن التساؤلات تظل قائمة حول مدى قدرة هذا المشروع على كسر الحلقة المفرغة التي تعيشها المحمدية. هل سيتم تنفيذه بكفاءة؟ أم أن مشهد “الحفر” الذي بات جزءًا من هوية المدينة سيستمر كرمز للفشل الإداري؟

الحفر: إرث مُزعج أم أزمة متجذرة؟

أصبحت الحفر عنوانًا دائمًا في شوارع المحمدية، تعكس ضعف الصيانة والتخطيط. هذه “الجروح المفتوحة” لا تحتاج فقط إلى ترقيع مؤقت، بل إلى رؤية شاملة تتعامل مع البنية التحتية كأولوية استراتيجية.

الإنارة العمومية: مدينة في عصر الظلام

تُعد مشكلة الإنارة العمومية في المحمدية مثالًا حيًا على عجز المدينة عن توفير أساسيات الحياة الحضرية. فبينما تضيء مدن أخرى بألوانها الزاهية، تعيش المحمدية على “إضاءات خافتة” تُدار أحيانًا بمزاجية غامضة. تحسين هذه الوضعية يستدعي تخصيص ميزانيات واضحة وتوظيف تقنيات حديثة لتطوير الشبكة بشكل مستدام.

النظافة: “معالم حضارية” في كل زاوية

تحولت القمامة إلى مشهد مألوف في المحمدية، ما يطرح تساؤلات حول سياسات النظافة. بدلًا من أن تكون شوارع المدينة نموذجًا للبيئة الصحية، أصبحت مرتعًا للنفايات. إن الاستثمار في أنظمة حديثة لجمع النفايات وإعادة تدويرها، إلى جانب تحفيز السكان على الحفاظ على نظافة المدينة، هو الحل الأمثل لتغيير هذا الواقع.

الرياضة والثقافة: أحلام مؤجلة

فيما يتعلق بالرياضة والترفيه، تعاني المحمدية من نقص حاد في المرافق. الملاعب المتدهورة والمشاريع الثقافية المتوقفة تُظهر غياب رؤية متكاملة لتنمية المجتمع. إعادة إحياء هذه القطاعات يتطلب شراكات استراتيجية وقرارات جريئة تعكس تطلعات السكان. أما واقع فريق شباب المحمدية، فاسألوا من تسبب في طريق توديع القسم الإحترافي والبقية تأتي خلال المواسم المقبل، في انتقام مجاني مفضوح.

إعادة صياغة التنمية: القيادة والابتكار

في النهاية، تتطلب المحمدية قيادة قادرة على تجاوز الأزمات المتراكمة من خلال التخطيط طويل الأمد والعمل المشترك مع المواطنين. ليس المطلوب مجرد مشاريع ترقيعية، بل رؤية متكاملة تعيد بناء الثقة وتعكس تطلعات السكان نحو حياة أفضل.

خلاصة القول:
المحمدية لا تزال تمتلك كل المقومات لتكون مدينة حديثة ونموذجية، لكنها تحتاج إلى جهود جماعية، قيادة مبتكرة، ومشاريع مدروسة لتحويل الإمكانيات إلى واقع ملموس. فلنعمل معًا من أجل أن تستعيد “زهرة المدن” بريقها الذي طال انتظاره.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى