دابا ماروك
في مسرحية سياسية طريفة تستحق أن تُضاف إلى مهرجان الفكاهة بالدار البيضاء، شهدت جلسة “محاولة“ عزل رئيس مقاطعة عين السبع اليوم الثلاثاء عرضًا مليئًا بالشّد والجذب، ولكنه، كعادة المسرحيات الرديئة، انتهى دون نتيجة. والسبب؟ خمسة أعضاء اختاروا الاختفاء بأسلوب نينجا محكم، تاركين النصاب القانوني على الرف.
الحاضرون من الأغلبية المعارضة قضوا ثلاث ساعات كاملة في ما يشبه لعبة الكراسي الموسيقية، وهم يحاولون جلب العضو رقم 18، الذي يبدو أنه كان مشغولاً بجدول أعمال أكثر أهمية، ربما جلسة “شاي بالنعناع” في مكان آخر! أما الرئيس المنتمي لحزب الحركة الشعبية، فقد جلس مبتسمًا، مستمتعًا بفوضى المعارضة، وكأنه يقول: “اضربوا رؤوسكم بالجدار!”.
الجلسة الثانية على التوالي عرفت غياب الأعضاء الخمسة “السحريين”، الذين، وبقدرة قادر، أصبحوا حديث الشارع بفضل اختفائهم الجماعي. ترى، هل كانوا في نزهة جماعية؟ أم حضروا دورة تدريبية في فنون التمويه السياسي؟
الطامة الكبرى: المواطنون الذين قرروا مواكبة هذا العرض الممل، مُنعوا للمرة الثانية من دخول القاعة. ربما لأن الفرجة السياسية أصبحت مشروطة بدعوة VIP! أما الأعضاء الحاضرون، فقد غادروا المسرح فور إسدال الستار، رافضين، كالعادة، تقديم أي تصريح. ربما خشية أن يُسألوا عن “العضو الغائب” أو عن خطتهم البديلة لإحضاره، والتي قد تشمل إرسال طائرة درون للبحث عنه.
الحلقة المقبلة من هذا المسلسل المشوق ستُعرض يوم 29 يناير المقبل، بشرط أن يتكرم “نجوم الغياب” بالحضور، وإلا فالقانون التنظيمي للجماعات يلوّح بعصا الإقالة. ولكن لا تقلقوا، فالإثارة مضمونة، خصوصًا إذا قرر الأعضاء أن يضيفوا بعض المشاهد المفاجئة إلى السيناريو.
أخيرًا، لننسى للحظة هذه “الملحمة” السياسية ونسأل أنفسنا: هل نحن أمام قضية قانونية أم فيلم كوميدي بعنوان “البحث عن العضو المفقود”؟!