مدونة الأسرة: بين خطبة الجمعة وعروض السيرك!
دابا ماروك
في درس افتتاحي مليء بالحكمة والنقد اللاذع، خرج علينا المصطفى الرميد، وزير العدل الأسبق، ليُقدّم درسًا عن “مدونة الأسرة 101″، ولكن مع توابل ساخنة من الانتقادات لوزير العدل الحالي.
الرميد بدأ حديثه بالعودة إلى الجذور، مؤكدًا أن قضايا الأسرة ليست موضوعًا عابرًا، بل هي قضية “من المهد إلى اللحد”. وبما أن المدونة ترتبط بالدين، فقد دعا إلى صياغة تشريعات تحترم مشاعر المغاربة وتقاليدهم الدينية، في مواجهة ما وصفه بـ”الغزو التشريعي الغربي”.
وفي أجواء الدرس العلمي الذي نظمه المركز المغربي للدراسات، ألقى الرميد نظرة عميقة على التعديلات المقترحة للمدونة، ولم يكتفِ برفضها، بل وصفها بـ”الضعف والارتباك”. أما وزير العدل الحالي، فقد حظي بنصيبه من الانتقادات، إذ شبه الرميد تقديمه للتعديلات بأنه أقرب إلى عرض “استعراضي ومسرحي”، وكأننا في برنامج تلفزيوني وليس في نقاش عن أسس الحياة الأسرية.
وبشعار ملكي رنان – “لا أحل حراماً ولا أحرم حلالاً” – ذكّر الرميد الجميع بأن مدونة الأسرة ليست مجرد نص قانوني، بل هي مرآة لهوية الأمة وروحها. فهل ستبقى المدونة على حالها أم ستُخضع لتعديلات تُخرجها عن سياقها؟ يبدو أن النقاش لم ينتهِ بعد، وأن السيرك السياسي سيستمر لبعض الوقت!