بنسليمان: ميزانية كأس العالم منفوخة… والمستشفى في غيبوبة تخدير!
دابا ماروك
في الوقت الذي تنفخ فيه ميزانيات مشاريع البنية التحتية استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030، يبدو أن المستشفى الإقليمي ببنسليمان قرر الدخول في “إضراب صحي غير معلن” بسبب غياب طبيب رئيسي مختص في التخدير والإنعاش.
النائبة لبنى الصغيري من فريق التقدم والاشتراكية لم تُفوّت الفرصة وأطلقت صافرة الإنذار في مجلس النواب، مطالبة وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، بتفسير هذه “الغيبوبة الإدارية” التي أدت إلى إغلاق مصلحة الجراحة.
وبحس ساخر، يمكننا تخيل السيناريو: المرضى ينتظرون دورهم في الطوابير الطويلة أمام المستشفى، لكن الجواب الذي يتلقونه بسيط: “آسفون، طبيب التخدير في عطلة دائمة… ابحثوا عن مستشفى آخر!”
المستشفى، الذي يُفترض أن يغطي أكثر من 279 ألف نسمة موزعة على 15 جماعة ترابية، يبدو أنه يعاني من “نقص حاد” ليس فقط في الأطباء بل أيضًا في الاهتمام. الصغيري أكدت أن الوضع أشبه بفيلم درامي من الدرجة الأولى: مصلحة الجراحة مغلقة، المرضى في حالة ارتباك، والمواطنون يواجهون صعوبة في التنقل إلى مستشفيات أخرى كأنهم في رحلة سياحية قسرية للبحث عن الحق الدستوري في العلاج.
وفي الوقت الذي تُصرف فيه الملايين على الملاعب المبهرة ومنها ملعب بنسليمان، يتساءل سكان هذا الإقليم: هل سيكون لدينا مستشفى يليق بكرامتنا، أم أن “تخدير” الاهتمام سيبقى سيد الموقف؟ الوزير مدعو لكشف الإجراءات “السحرية” التي ستقوم بها وزارته، لكننا لا نملك إلا أن نأمل ألا يكون الحل مجرد مسكن آخر على الطريقة التقليدية: “انتظروا قليلاً، فنحن في طور دراسة الحلول!”
إذا استمرت الأمور بهذا الشكل، فقد نجد أنفسنا نتساءل: هل ستصبح مستشفيات بنسليمان هي العنوان الجديد للسياحة العلاجية… ولكن في الاتجاه المعاكس؟