مجتمع

في جماعة الهراويين: الاجتماعات تُعقد، الحلول تُؤجل، والساكنة في العراء

دابا ماروك

هل سمعتم يومًا عن تلك الجماعات المحلية التي تتقن فنّ الخطابات وتتفنن في الاجتماعات بلا نتائج؟ حسنًا، مرحبًا بكم في الهراويين، حيث رئيس الجماعة يبدو وكأنه يفضل لعب دور المعلق الرياضي بدلًا من القائد الميداني.

المعارضة بدورها لم تخيب آمالنا، فقد خرجت لتقول: “لقد طلبنا منه مرارًا وتكرارًا تشكيل لجنة مشتركة!” يبدو أن الرئيس لم يسمع أو ربما اعتبر “اللجنة” كلمة غريبة على قاموس الجماعة. المعارضة تصف الرئيس بأنه بلا “قوة اقتراحية”، وهو توصيف قد يكون مجحفًا، فالاقتراح الوحيد الذي يبدو أن الرئيس قادر عليه هو “دعونا ننتظر”.

الأسر العالقة بين الهدم و”التسبيق المالي” 
في حين أن الأسر المتضررة تنتظر بفارغ الصبر سقفًا يأويها، تأتي تصريحات الرئيس لتزيد الغموض. فهو يؤكد أن “13 شخصًا استلموا شققهم”، و”80 آخرون حصلوا على تسبيق مالي قدره 20 ألف درهم”. يا لها من كرم! لكن ماذا عن الباقين؟ يبدو أن الجماعة تراهن على صبر المواطنين وكأنها تخوض مباراة زمنية معهم.

أما عن لائحة “الإغفال”، فهي اختراع عبقري يليق بكتاب الخيال العلمي، حيث تُدرس ملفات “منسيين” لم يشملهم الإحصاء. أي أن الحل هو أن تكون “في اللائحة” أو أن تصبح في مهب الريح!

الاستراتيجية الوطنية: بين البناء العشوائي ومونديال 2030
الرئيس يبرر الفوضى برؤية وطنية كبرى تهدف إلى القضاء على البناء العشوائي استعدادًا للتظاهرات الرياضية. يبدو أن مونديال 2030 أصبح شماعة لكل شيء، حتى لو كان الثمن تشريد الأسر.

الزيادة السحرية في المساكن
من الطرائف المثيرة للسخرية، أن عدد المساكن في “كاريان الحلحال” زاد فجأة خلال عملية الهدم من 120 إلى 160 مسكنًا. ربما نمت البيوت ليلًا، أو أن الساكنة استحضرت تقنيات هندسية خارقة. في كلتا الحالتين، السلطات فوجئت، كعادتها، وأعدت لائحة جديدة، لأن الحل دائمًا في اللوائح!

الخلاصة
بين معارضة بلا حلول ورئيس بلا مبادرات، وبين تصريحات مبهمة ولجان غائبة، تجد ساكنة الهراويين نفسها في حلقة مفرغة من الوعود والاجتماعات والانتظار. لكن الأكيد أن الهراويين ليست بحاجة إلى مونديال، بل إلى مونديال من نوع آخر: بطولة لحل المشاكل الحقيقية على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى