دفاتر قضائية

القائد والشيخ في ورطة الرشوة: عندما يلتقي الفساد مع الرقم الأخضر!

دابا ماروك

أخبار من نوع “الطّيبين” جابها الرقم الأخضر، ورحلات القائد المسؤول عن قيادة بوزمو، واللي خلّى الأدرينالين يعلى في شوارع إملشيل. هذا الأخير، كان ليه موعد مع مصير مشوّق لما لقي نفسه متلبس، ما بين أيديه، بـ10 ملايين سنتيم (يعني 100 ألف درهم، باش نبسط الأمور). نعم، القائد العزيز كان يتسلم “هدية قيمة” من أحد مشايخ الجوار على شكل رشوة، حيث كان هذا الأخير، مشكلته الوحيدة، أنه في عطلة مرضية أو “بديل بيمبان”، لكنه ما منعش نفسه من إتمام الصفقة السحرية.

خليني نشرح لك القصة. في يوم من أيام الدنيا الحلوة، تحرك الرقم الأخضر، بحال لو كان لعبة فيديو وسجل هدف في مرمى رئيس القائد. أحد الأعوان في مشيخة، قرر أنه يضغط زر الشكوى، وأرسل رسالة عبر الرقم الأخضر (مباشرة وبالمايكروفون، ماش عادي)، يفضح فيها التواطؤ المثير بين القائد واحد “الشيخ المحترم”. هذا الشيخ، كان بركة في الدنيا بعد ما تم عزله من منصبه من قبل عامل ميدلت. وكالعادة، السلطة أقوى من أي شيء، فها هو عاود ليه الحل: 100 ألف درهم، وهكذا يُعاد إلى منصبه، حكاية العيد أو صافي؟!

وطبعا، ما بقاوش ساكتين، النيابة العامة ضَغطت، والشرطة القضائية ما ضَيعت وقت. بعد شوية ديال التحقيقات، طلعوا “الفريق الفاسد” مُتلبسًا بكل شيء من الرشوة: الشيخ في منزله، والأعوان في الطريق، والقايد في الانتظار ليحمل الكيس الذهب. ودخلوا عليهم رجال الدرك، واللحظة الفارقة: الكل مع بعضهم، في السيناريو المثالي. يعني حكاية متكاملة، من أول مشهد لآخره. حتى بعد ما القائد أنهى مهمته، تم توقيفه وهو يعيد السيناريو تاع السلطة.

كل شيء، انتهى أمام أبواب الدرك، ولم يكن بدا من أن يقتادوا البطل الفاسد ليكون ضيفًا في مقر القيادة الجهوية للدرك. هناك كانوا يسجلون كل التفاصيل: من تقاسم الرشوة، إلى حديث عودة الشيخ إلى عمله.

القصة باختصار: نهاية القائد الفاسد، الشيخ العائد إلى منصبه، والمهمة تم “إنجازها” في ليلة من ليالي البرد القارس، في ديكور يليق بالدراما القضائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى