الإضراب المغربي: بين تكتيك “كل أربعاء” و”قانون الإضراب” العجيب
دابا ماروك
في المغرب، يبدو أن الأربعاء لم يعد مجرد يوم من أيام الأسبوع، بل تحول إلى “يوم القومة النقابية”. التقنيون قرروا تحويله إلى مهرجان أسبوعي للإضراب، بينما الأطباء، بدورهم، اختاروا الاحتجاج كوسيلة لاستعادة “الحق الضائع”. كل هذا وسط توعد الحكومة بتمرير “قانون الإضراب” الذي يصفه البعض بـ”القيد الحديدي”، ويصفه آخرون بـ”النكبة التشريعية”.
مشروع القانون التنظيمي للإضراب، الذي يبدو وكأنه وصفة سحرية لجعل الاحتجاجات أكثر أناقة وأقل إزعاجاً، يُنتظر أن يُناقش قريباً. المشروع يطالب النقابات بأن تكون “حضارية”، لا تدعو للإضراب إلا بعد ترتيب مسبق وإخطار المشغّل بمدة كافية ليحضر العصير والشاي!
من جانبه، قطاع الصحة قرر أنه لن يقف متفرجاً. الأطباء والتقنيون في تنسيق حماسي جعل الأربعاء يوماً أسود في أجندة وزارة الصحة، مع وقفة احتجاجية أمام مقرها، تُضاف إلى لائحة “الأربعائيات النضالية”.
أما عبد العزيز أملال، الناطق غير الرسمي باسم جماعة التقنيين، فقد اختصر المشهد قائلاً: “نحن في سباق مع الزمن قبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ. نعلم أنه قد يكبّل الإضراب، لذلك نحن نحاول انتزاع كل ما يمكن انتزاعه الآن!”
من جهة أخرى، النقاشات حول مشروع القانون تبدو أشبه بمباراة شطرنج بين الحكومة والنقابات: الحكومة تضع قوانينها التكبيلية، والنقابات ترد بالإضرابات التكتيكية. هل سينتهي هذا الشد والجذب بسلام؟ أم أننا سنشهد المزيد من الأربعاءات الساخنة؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة.