بوحمرون خلف القضبان: خطر الحصبة في السجون المغربية وتحديات الاحتواء
دابا ماروك
مرض الحصبة، المعروف محليًا بـ”بوحمرون”، يُعدّ من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، وقد يُشكّل تحديًا كبيرًا في بيئات مكتظة مثل السجون. ظهور تسع حالات من هذا المرض في السجن المدني بالمحمدية يُثير القلق، خاصة بالنظر إلى طبيعة المرض وسرعة انتشاره بين الأفراد.
ما هو مرض الحصبة؟
الحصبة مرض فيروسي ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، سواءً من خلال السعال أو العطس أو حتى ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس. يبدأ المرض عادة بأعراض شبيهة بالزكام مثل الحمى، السعال، وسيلان الأنف، يتبعها طفح جلدي مميز.
لماذا ينتشر المرض بسرعة في السجون؟
- الاكتظاظ: السجون غالبًا ما تكون بيئات مكتظة، ما يجعل انتقال الأمراض المعدية أسهل.
- نقص التهوية: ضعف التهوية يساهم في زيادة تركيز الفيروس في الهواء.
- نقص الوعي الصحي: قد يجهل بعض النزلاء وأحيانًا العاملين بالسجون طرق الوقاية من الأمراض المعدية.
- ضعف المناعة: بعض السجناء قد يعانون من ضعف في المناعة بسبب سوء التغذية أو الأمراض المزمنة.
التحديات التي تواجه إدارة السجون في احتواء الحصبة
- التشخيص السريع: الحصبة قد تُشخّص في مراحل متأخرة بسبب تشابهها مع أمراض أخرى في البداية.
- عزل المصابين: العزل ضروري لمنع انتشار العدوى، لكنه قد يكون صعبًا بسبب قلة الموارد أو المساحات المخصصة للعزل.
- التطعيم: إذا لم يكن جميع النزلاء والموظفين قد تلقوا لقاح الحصبة، فإن خطر انتشار المرض يزداد.
الإجراءات المقترحة لاحتواء الأزمة
- التوعية الصحية: تنظيم جلسات توعوية للسجناء والعاملين حول أعراض المرض وطرق الوقاية.
- توفير التطعيمات: إجراء حملة تطعيم شاملة ضد الحصبة داخل السجن.
- تحسين النظافة: التأكيد على تنظيف وتعقيم الأماكن المشتركة.
- الفحص الدوري: إجراء فحوصات منتظمة لرصد أي أعراض مبكرة للمرض.
- تحسين التهوية: ضمان وجود تهوية جيدة داخل الزنازين والقاعات المشتركة.
أبعاد اجتماعية وصحية
انتشار الحصبة في السجون لا يُهدد فقط حياة السجناء، بل يمتد تأثيره إلى عائلاتهم والمجتمع ككل. زيارة الأهل أو تعامل العاملين مع النزلاء المصابين قد يؤدي إلى انتقال المرض خارج أسوار السجن.
دور الدولة والمجتمع المدني
لمواجهة مثل هذه الأزمات، يجب أن تتعاون وزارة الصحة مع إدارة السجون ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الموارد اللازمة، من تطعيمات وأدوية، بالإضافة إلى تحسين الظروف الصحية داخل المؤسسات السجنية.
ختامًا
ظهور حالات الحصبة في السجن المدني بالمحمدية وفي بعض السجون الأخرى يدق ناقوس الخطر حول أهمية تعزيز التدابير الوقائية في السجون المغربية. هذه الأزمة ليست مجرد تحدٍ طبي، بل هي اختبار للنظام الصحي والإداري للسجون، ويجب التعامل معها بجدية لضمان حماية النزلاء والمجتمع بأكمله.