دفاتر قضائية

زايدة بإقليم ميدلت:  بين شجار الأزواج وطعنات القدر: كوميديا سوداء بنكهة المآسي!

دابا ماروك

آه زايدة، تلك البلدة الهادئة التي تصحو على صوت الديكة وزبناء ركاب الحافلات وأخبار الجرائم! هذه المرة، لم يكن الموضوع مجرد خلاف زوجي من النوع “من يأخذ الريموت”، بل انتهى الأمر بجريمة شنيعة وفقدان رجل أربعيني حياته فقط لأنه قرر أن يقوم بدور الحكم في معركة لم يطلبها.

بداية القصة: خلاف عائلي أم مشهد سينمائي؟       

وسط الشارع الوحيد لزايدة الرئيسي، حيث يتمر الحافلات والسيارات والشاحنات، يمر السكان بحثاً عن قليل من الهدوء وكثير من الخبز، اندلع شجار أشبه بمشهد سينمائي بين الزوج وزوجته. المشكلة أن الزوج كان مستعداً تماماً للمواجهة، ليس بالكلمات بل بـ”سكين المطبخ العجيب”! ومن هنا، تحولت زايدة إلى ساحة أحداث درامية بلمسة من الأكشن.

النادل: بطل بدون cape

في قصص الأبطال، عادة ما يظهر شخص لإنقاذ الموقف، وهنا كان النادل، الرجل الأربعيني وأب لأربعة أطفال. دخل بحسن نية لفض النزاع، لكنه لم يعلم أن الشكر على “نيته الطيبة” سيكون طعنة قاتلة. أي منطق هذا الذي يجعل المساعد يدفع ثمن حماقة الآخرين؟

الزوج: من شجار إلى انتحار!

بعد الجريمة، وكأنه لم يكفِه ما فعله، قرر الجاني محاولة الانتحار بشرب مادة خطيرة قابلة للاشتعال. ربما كان يأمل أن ينهي المأساة بلمسة ميلودرامية. لكن، يبدو أن تلك “الدراما” كانت أكبر من قدرته على استيعابها!

عائلة الضحية: من يعوض الكارثة؟

وسط كل هذا، هناك عائلة مكلومة. زوجة النادل تعيش أزمة نفسية حادة، وأطفال باتوا بدون معيل. كيف يمكن لطفل أن يفهم أن أباه مات لأنه حاول أن يفعل الصواب؟

زايدة: مرآة لمجتمع مضطرب؟

هذه الحادثة تعكس أعمق المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا، من غياب الحوار إلى انعدام السيطرة على الغضب. حتى في النزاعات العائلية، يبدو أن العنف أصبح الحل الأول، والمأساة؟ الناس البريئون يدفعون الثمن.

الخلاصة: كوميديا سوداء في زمن الهستيريا

كم تحتاج المجتمعات من صدمات كهذه لتدرك أن الحياة ليست مسلسلاً مكسيكياً ينتهي بـ”طعنة وخيانة”؟ ربما علينا أن نتوقف لحظة للتفكير في كيفية التعامل مع الغضب قبل أن يتحول إلى أداة للقتل. أما زايدة؟ فهي ما زالت تهتز، ليس فقط على وقع الجريمة، بل على وقع غياب الحلول الحقيقية لمشاكل كمثل هذه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى