إلى رئيس جماعة المحمدية: هل عجزت عن حماية شاطئ المدينة أم أن الموظفين الأشباح أهم؟
دابا ماروك
تحول شاطئ المحمدية، الذي كان يُعتبر أحد الوجهات السياحية المفضلة لدى سكان المدينة وزوارها، إلى نموذج صارخ للإهمال وسوء التدبير. الصورة المركبة المرفقة تعكس واقعًا مُرًّا يعاني منه الشاطئ، حيث أصبح مرتعًا للكلاب الضالة والمتسكعين بدون مأوى، مما يشكل خطرًا بيئيًا وأمنيًا واجتماعيًا.
إغلاق المرافق الحيوية
في خطوة أثارت استياء السكان والزوار، تم إغلاق “الدوشات” (أماكن الاستحمام) والمراحيض العمومية باستخدام الأسمنت، بحجة عدم القدرة على توفير حراس لهذه المرافق. هذا الإجراء، الذي يعكس غياب الحلول المستدامة، يأتي في ظل وجود عدد كبير من الموظفين الجماعيين “الأشباح”، الذين يتقاضون رواتب دون أداء أي مهام فعلية. هذا الوضع يعكس فشل المجلس الجماعي في وضع خطة فعالة لإدارة المرافق العامة بالشاطئ.
انتشار الكلاب الضالة والمتسكعين
مع غياب الرقابة، أصبحت الكلاب الضالة تنتشر في الشاطئ بشكل كبير، مما يشكل تهديدًا للصحة العامة وسلامة الزوار. إلى جانب ذلك، يشهد الشاطئ توافد العديد من المتسكعين بدون مأوى، وهو ما يزيد من تعقيد المشكلة. هؤلاء الأفراد، الذين يعيشون ظروفًا قاسية، يحتاجون إلى تدخل إنساني عاجل من قبل السلطات المحلية والجمعيات الخيرية.
الدور الأمني
أما من الناحية الأمنية، فتتحمّل منطقة أمن المحمدية مسؤولية كبيرة. الدراجات النارية، التي يُمنع سيرها في المنطقة، أصبحت ظاهرة مقلقة تزيد من فوضى الشاطئ. هذا الأمر يتطلب تشديد الرقابة الأمنية وتطبيق القوانين بصرامة لضمان سلامة الزوار.
أسباب الإهمال
- سوء التدبير الجماعي: غياب خطط واضحة لإدارة الشاطئ والمرافق التابعة له.
- ضعف الرقابة: تقاعس السلطات الأمنية والجماعية عن أداء مهامها.
- الافتقار إلى الموارد البشرية الفعالة: استشراء ظاهرة الموظفين الأشباح في الجماعة.
- تراكم المشاكل الاجتماعية: ازدياد أعداد المتشردين والكلاب الضالة.
الحلول الممكنة
- إعادة فتح المرافق المغلقة: توفير حراس مؤهلين لتسيير “الدوشات” وغيرها من الخدمات.
- تشديد الرقابة الأمنية: منع الدراجات النارية وضمان تطبيق القوانين.
- إطلاق حملات إنسانية: توفير مأوى وخدمات أساسية للمتسكعين.
- معالجة ظاهرة الموظفين الأشباح: إعادة تقييم الموارد البشرية وتوجيهها نحو المهام الفعلية.
- تنظيم حملات تطهيرية وبيطرية: للحد من انتشار الكلاب الضالة.
خاتمة
إن شاطئ المحمدية يمتلك مقومات طبيعية وسياحية يمكن أن تجعله وجهة متميزة، إلا أن الإهمال وسوء التدبير يعيقان تحقيق ذلك. على المجلس الجماعي وسلطات الأمن العمل بجدية لإصلاح الأوضاع، وإعادة الشاطئ إلى مكانته الطبيعية كمصدر فخر للمدينة وسكانها. الحلول موجودة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية وتعاونًا بين جميع الأطراف المعنية.