مجتمع

وزير الشكولاتة يطير في السماء: مدارس الريادة تحقق إنجازات خارقة… أو هكذا يُقال!

دابا ماروك

في خطوة تفتقر تمامًا للمفاجآت، خرج مول الشكولاتة، وزير التربية الوطنية محمد سعد برادة، ليتغنى بإنجازات مدارس الريادة بعد سنة ونصف من إطلاقها. لا تتعجبوا، فالنتائج التي عرضها برادة تضاهي الخوارق وتُحيط بالإنجازات التعليمية كما تحيط نبتة الصبار الرمال.

بحسب الوزير الذي أضحى صوتًا مميزًا في نشر التفاؤل، نتائج مدارس الريادة كانت «مهمة» و«مشجعة»، بينما أظهرت دراسة لمؤسسة دولية متخصصة – والتي بدورها على ما يبدو غادرت كوكب الأرض خلال تقييمها – أن التلاميذ في هذه المدارس أجابوا على 60 سؤالًا من أصل 100، بينما تلاميذ المدارس التقليدية اكتفوا بالإجابة على 40 سؤالًا. هل هذه حقيقة؟ أم أن الأرقام مثل الشكولاتة في فم الوزير: تذوب وتفقد طعمها في النهاية؟

الشيء الأكثر إثارة للسخرية هو أن التقرير الدولي أكد على «نجاح غير مسبوق»، حيث حصلت التلاميذ المغاربة على نسبة 0.9% في تحسين التعليم، وهو إنجاز يتفوق حتى على المعايير العالمية التي كانت تعتبر 0.4% كافية لجعلهم أبطالاً في هذا المجال. يا لها من مفاجأة، كيف وصلنا إلى هذه النتيجة المذهلة؟ ربما كانت حسابات التلاميذ أثناء الامتحانات تقتصر على إشارات حسابية لم يصلها أحد!

لكن التحدي الأكبر الذي تم رفعه في جلسة الوزير البرّاقة كان «التعميم». هل سيتحول هذا النجاح الباهر إلى غول متوحش إذا شمل كل المدارس؟ بالطبع لا! فقد أكّد برادة بكل ثقة أن «الانتقال من 600 إلى 2300 مدرسة ريادة لن يؤدي إلا لتحسين النتائج»، وأن الجميع يجب أن يكونوا على يقين تام بأن «التعميم» سيكون بداية لانطلاق التفوق العلمي بكل أبعادها.

وفي لحظة تجديد ثقته في المشروع، أكد الوزير أن مدارس الريادة جاءت لحل مشكلة عميقة، وهي تخرج ثلثي التلاميذ من المرحلة الابتدائية بدون معرفة الحساب أو اللغات، فكانت “الريادة” هي الحل السحري. بمعنى آخر، مدرسة «الريادة» ليس فقط حلولاً للتعليم، بل أصبحت أيضًا الحل لكل المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وربما حتى للأزمات البيئية!

وبينما كانت هذه الكلمات تتطاير في الهواء كالشوكولاتة المذابة، لا يسعنا إلا أن نعود إلى حقيقة بسيطة: هل بالفعل يتم إنقاذ التعليم المغربي بهذه الأساليب، أم أننا بصدد تكرار نفس الخطابات التي تتناثر كالبودرة في الهواء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى