دركيتان تحت التمرين… في شوارع الفنيدق!
دابا ماروك
في حادثة غريبة تليق بسيناريو فيلم كوميدي، فتحت النيابة العامة في تطوان تحقيقاً بعد أن أثارت فتاتان قاصرتان ضجة في شوارع الفنيدق، ليس بموهبتهما في الغناء أو الرقص، بل بارتدائهما الزي الرسمي للدرك الملكي وكأنهما في جولة تفتيشية!
القصة بدأت عندما لاحظ دركي برتبة مساعد الفتاتين “المجندتين” الجديدتين وهما تتجولان بفخر وكأنهما تؤديان مهمة وطنية. اقترب منهما بكل فضول واستفسر عن مكان عملهما، وربما كان ينتظر منهما جواباً مثل: “نحن هنا لمراقبة السير والجولان”، لكن المفاجأة الكبرى كانت في ردة فعلهما المرتبكة وصمتهما المريب، ما جعل الشكوك تنمو أسرع من القيل والقال في مقهى الحي.
التحقيقات التي انطلقت بسرية (أو على الأقل كانت كذلك قبل أن تصبح حديث الساعة)، كشفت أن الفتاتين ليستا من أفراد الدرك الملكي، بل إن الأمر أبعد ما يكون عن ذلك. الزي الرسمي الذي كان يبدو لائقاً عليهما تحول فجأة إلى دليل ضدّهما في قضية مثيرة للجدل.
الأسئلة التي طرحت نفسها على المحققين: من أين حصلت الفتاتان على هذا الزي؟ وهل هنالك خياط سري لتقليد الأزياء العسكرية؟ أم أن سوق الملابس المستعملة بات يوفر “بزّة دركية معتمدة” بجانب القمصان الرياضية؟
ولأنهما قاصرتان، تم وضعهما تحت المراقبة القضائية واستدعاء أولياء الأمور، ربما في جلسة عائلية “حامية” تشرح لماذا تحول اللعب بعرائس “باربي” إلى لعب بالدستور والقوانين.
وفيما تعمل الضابطة القضائية على إعداد محاضر رسمية للواقعة، تثير القضية تساؤلات حول استغلال الزي الرسمي بشكل غير قانوني… وربما، فقط ربما، تستحق الفتاتان جائزة على الإبداع في “خرق” الروتين اليومي!