مجتمع
رؤوس الحمير في المحمدية: فضيحة “الكفتة الغامضة”!
دابا ماروك
في حي مشروع الفتح بمدينة المحمدية، أطلّت علينا رؤوس حمير داخل حاويات الأزبال كأنها شخصيات في فيلم رعب من الدرجة الثالثة. لكن هذه ليست مجرد مشهد سينمائي، بل حلقة جديدة من مسلسل الفضائح الغذائية بالمغرب. الواقعة أشعلت سيلًا من التساؤلات والشكوك: من الجاني؟ ولماذا اختار التخلص من هذه “الأطايب” في حي شعبي بدلاً من مطبخ فاخر؟
“حمار الغفلة” ووجبات السوق السوداء
بينما تقول الحكايات الشعبية إن “الحمار رمز للصبر”، يبدو أن بعض أصحاب الضمائر الميتة قرروا إعادة تعريفه كرمز لوجبة كفتة مشبوهة. في المحمدية، الشائعات لا تهدأ: لحوم مجهولة المصدر تتحول بلمسة سحرية إلى وجبات تُباع على أرصفة الأسواق الشعبية. المواطنون يشعرون بالغضب، ليس فقط لأنهم اكتشفوا الحقيقة، بل لأنهم ربما كانوا ضحايا لهذه الأطباق السرية. السلطات..
من التحقيق إلى التهدئة
كالعادة، السلطات المحلية تحركت بسرعة البرق إلى موقع الحادث، ومعها طاقم التحقيقات ومختبرات التحليل. ولكن كم من مرة شاهدنا هذا السيناريو؟ وكم مرة انتهت هذه التحقيقات دون أي تغييرات ملموسة؟ يبدو أن الهدف الرئيسي هو تهدئة الرأي العام أكثر من حل المشكلة.
الطاجين تحت الشبهة: “فين غادي نثيقو دابا؟”
“حتى الطاجين ما بقيناش نثيقو فيه!”، يقول أحد السكان بمرارة. باتت موائد المغاربة ميدانًا للشبهة، حيث اللحوم التي كانت تُعتبر رمزًا للكرم تحولت إلى قنبلة موقوتة. الضحايا هنا ليسوا فقط الحمير بل كل من يجرؤ على تناول وجبة خارج منزله.
الماضي يعيد نفسه: إلى متى؟
هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. من فضائح لحوم الكلاب إلى الدجاج المتعفن، السيناريو يتكرر باستمرار. السؤال الحقيقي: لماذا لا يتم فرض رقابة صارمة على الأسواق؟ أم أن القضية مجرد عرض جانبي لفوضى أكبر تعيشها البلاد؟
حلول كوميدية أم مأساوية؟
بدلًا من دفن رؤوس الحمير في الأزبال، ربما يجب تحويلها إلى رموز تحذيرية توضع أمام المطاعم المشبوهة! لماذا لا نستغل هذه الكوارث في ابتكار حلول تُعيد الثقة بين المواطن وصحنه اليومي؟
في النهاية، هذه الفضيحة ليست مجرد قضية غذائية بل مرآة تعكس هشاشة النظام الرقابي. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نجد أنفسنا نبتسم بحزن ونحن نناقش وصفات “كباب الحمير” كجزء من ثقافتنا اليومية المليئة بالمفاجآت غير السارة.