عصابة “الحبر الذكي” وأسطورة طموح الشباب: كوميديا الجريمة في زمن الاكتئاب!
دابا ماروك
نعم، نحن في زمن يصنع فيه القلم الحبر “المسّاح” ثروات، والمصائب النفسية تُترجم إلى اختلاس ملايين! ثلاثي المرح في طنجة قرر أن يجمع بين الاكتئاب، العكاز، والحيلة الذكية في مسرحية تستحق جائزة “أفضل سيناريو جنائي كوميدي”.
البطل الأول: شاب طموح، الأول في دفعته، وحامل لدبلوم “بميزة مشرف”، لكنه قرر أن يتخصص في علم الحيل الذكية بدلًا من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يعاني المسكين من “هجران الحبيبة إلى هولندا” ومن اكتئاب عابر للقارات. قرر أن “يفجّر طموحه” في اختلاس أموال عامة، ربما ليمول دروسًا إضافية في “التجاوز النفسي”!
البطل الثاني: رجل ستيني متقاعد يحمل عكازًا وملفًا طبيًا أكثر ضخامة من ميزانية المؤسسة. أمراض القلب، السكري، الكلى… وأخيرًا، الحس المرهف لتبرير تبديد المال العام. يبدو أن العلاج المكلف كان “عذرًا صحيًا مبدعًا” لتغطية الفواتير.
البطل الثالث: موظف متقاعد، ولكن بمستوى ذكاء استثنائي يقترب من نظرية “رجل بدون دفتر شيكات”. الدفاع عنه كان عبارة عن سيمفونية “الآمر بالصرف هو المسؤول”، ومسك الختام: “كان الحبر ذكيًا أكثر من المراقبة المالية”!
أما عن الحبر الذكي؟ هذا ليس قلمًا عاديًا. إنه بطل ثانوي يستحق فيلمًا مستقلًا بعنوان: “من دفتر الشيكات إلى دفتر الأحلام”. يمحو الأسماء، يغيّر الأرقام، ويصرف الملايين.
وفي المحكمة؟ كل شيء كان على طراز المسرح العبثي. المحامي يدافع عن الجريمة باعتبارها “نتيجة الاكتئاب”، والمتهم يعترف “بكل شجاعة” لأنه نادم ويريد معاقبة نفسه. أما الآخرون، فكانوا كمن يلعبون في دوري “أنا ماشي أنا، وهذاك ماشي حقي!”.
الخلاصة؟
الجامعة لم تحرك ساكنًا. المتهم الأول لم يكن يعلم أين تُصرف الأموال، رغم أنه صرفها بنفسه! أما المسؤولون عن الرقابة، فقد تفوق عليهم قلم حبر “ذكي”. وفي النهاية، ربما على كل مواطن أن يضيف قلمًا مماثلًا إلى أدواته اليومية. من يدري؟ قد نحتاجه في كتابة تبريرات مستقبلية أكثر إبداعًا.