وخزة
الملاحظ أن حليمة تصر دائما على عودتها إلى عادتها القديمة والذميمة كلما كانت هناك استحقاقات وانتخابات ترهن مصير البلاد والعباد.
وحليمة هذه تبدو كوحوش البرية تشتم فريستها من بعيد وتشحن قواها وغرائزها للانقضاض على غنيمتها التي مازالت بعيدة، لكنها تظن أنها ستصل حتما.
وإذا كنا قد ودعنا الاستحقاقات الجماعية الأخيرة منذ سنتين ونيف، فإننا ومن خلال الكاميرا الخفية التي تحفظ عن ظهر قلب ذاك الغرور الذي سكن بعضهم في الضحك على ذقون الناخبين من المواطنين من خلال دخول بعضهم عالم الثراء ويسخرون بدون حياء أو حشمة من الفئة التي تبيع ضميرها أو صوتها، والتي اقتنع بعضها بعد فوات الأوان أن هذه الطينة لا تمثل إلا مصالحها في الجماعة أو تحت قبة البرلمان.
وهو كلام يصدق على هؤلاء الذين غابوا دهرا حتى إذا سمعوا بانتخابات قريبة جندوا الشيخات والمنحرفات والحياحات ونزلوا إلى الشارع وتظاهروا بالتواضع والتقوى، حيث يصافحون الناس ويقبلونهم في الطريق العام، ويشاركون أفراحهم وأتراحهم، ويسألون عن حاجاتهم ويمنون عليهم بدريهمات قد تكفي بالكاد لعشاء اليوم.
وخطأ هؤلاء أنهم يراهنون على سذاجة الناس وأميتهم بالرغم من أميتهم هم نفسهم وبمعنى آخر يعزفون على نقط ضعفهم من أجل كسب عطفهم يوم الاقتراع والحصول على أصواتهم قبل أن تبتلعهم الدنيا من جديد، وقد تبحث عنهم بالقنديل والفتيل، فلا تجد أثرا لهم، حيث تسمع أو تقرأ أن الدوائر الأمنية المسؤولة تستمع لهم في ملفات ساخنة تتعلق أولا وأخيرا في التلاعب والمتاجرة بأصوات هذا الشعب المقهور.
المثل الفرنسي يقول: يمكنك أن تخدع الناس مرة واحدة، لكن لا يمكنك أن تخدع الناس كل مرة.
بالفعل، يحس المواطنون في أكثر من مناسبة بالشماتة، لكن الأيام تثبت أن العقلية لا تتغير ولا خير يرجى من اختيارها أو عرض صوتها للبيع، ونتمنى أن تتحد فعاليات العمل الجمعوي التي لا تنتمي إلا لهذا الوطن في تحسيس عباد الله بمصيرها وخطورة المتاجرة في الأصوات.
اللهم بلغنا، فاشهد.
محمد الفضالي