مجتمع

أين مجلس مدينة الدار البيضاء من قضايا الساكنة؟ تحديات وحلول غائبة

دابا ماروك

مجلس مدينة الدار البيضاء، رغم الجهود المحتشمة لتحسين الوضع في العاصمة الاقتصادية للمغرب، يظل يواجه العديد من المشاكل التي تغيب عن النقاش أو يتم تهميشها في بعض الأحيان. إن المدينة، التي تحتل مكانة مركزية على مستوى الاقتصاد والتجارة، لا تزال تعاني من عدد من التحديات الحضرية والاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة مواطنيها.

من أبرز القضايا التي يغفلها المجلس، هو النقل العام. على الرغم من توفر نظام الترامواي والتطورات التي شهدها قطاع النقل في المدينة، إلا أن الازدحام المروري لا يزال يشكل مشكلة كبيرة، خاصة في المناطق الأكثر كثافة سكانية. كما أن التفاوت بين الأحياء في مستوى خدمات النقل العام يظل ملحوظًا، ما يسبب مشقة للمواطنين الذين يضطرون إلى التنقل في ظروف صعبة​.

البنية التحتية المتهالكة هي مشكلة أخرى تستدعي اهتمام المجلس بشكل أكبر. فالعديد من الشوارع في الأحياء القديمة تتدهور بشكل مستمر بسبب نقص الصيانة، مما يؤدي إلى تكاليف إضافية على السكان ويزيد من معاناتهم اليومية. رغم وجود مشاريع جديدة لتحسين الطرقات، إلا أن هناك الكثير من المناطق التي لا تزال تعاني من نقص في هذه الخدمات الأساسية​.

كما أن التلوث البيئي في الدار البيضاء يعتبر من القضايا المهملة في بعض الأحيان، على الرغم من كونه يشكل تهديدًا لصحة السكان. التلوث الناتج عن المصانع وحركة المرور يساهم في تدهور جودة الهواء، ويعزز من معاناة الأشخاص المصابين بأمراض تنفسية، بينما تظل الإجراءات الفعالة في هذا المجال محدودة​.

من جهة أخرى، أزمة الإسكان التي تواجهها المدينة تتطلب حلولًا مبتكرة وسريعة. مع زيادة السكان وتوسع المناطق الحضرية، يجد الكثيرون صعوبة في الحصول على مسكن لائق بأسعار معقولة. هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتفاقم من مشكلة التهميش الاجتماعي​.

وأخيرًا، يبقى التحدي الاجتماعي في المدينة متمثلًا في الفقر والبطالة، حيث تواجه بعض الأحياء مستويات مرتفعة من الفقر بسبب غياب فرص العمل والمرافق الاجتماعية التي تساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان​.

ولذلك، من الضروري أن يعمل مجلس مدينة الدار البيضاء على تبني سياسات فعالة وشاملة تستجيب لاحتياجات الساكنة، مع التركيز على الشفافية والمشاركة المجتمعية. ومن خلال تفعيل الشراكات بين القطاع العام والخاص، مع ضمان محاسبة المسؤولين، يمكن للمدينة أن تواجه تحدياتها وتحقق تقدماً ملموساً في تحسين مستوى الحياة لسكانها.

إن مستقبل الدار البيضاء مرتبط بالقدرة على حل هذه المشاكل المستعجلة، وتوجيه اهتمامات المجلس نحو القضايا الحقيقية التي تشغل بال المواطنين. فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، ولابد من أن يتكاتف الجهد الجماعي لخلق مدينة تواكب تطلعات سكانها وتنمية البلاد ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى