مجتمع

المغاربة: خبراء في التفاؤل رغم العواصف!

دابا ماروك

إذا كنت تعتقد أن التفاؤل هو مجرد وسيلة لتحسين المزاج، فانتظر لحظة، لأن المغاربة يبدو أنهم قد وصلوا إلى مستوى جديد من هذا الفن، خاصة بعد استطلاع “إبسوس” الفرنسي الذي كشف عن أرقام وأرقام… ومن تم أرقام جديدة، تليق بنضال الشعب في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. في النهاية، لا شيء يمنع المغاربة من الابتسام في وجه الأزمة، حتى وإن كانت تُضربهم كل يوم مثل كرة تنس عملاقة!

حسب هذا الاستطلاع العجيب، فـ 59% من المغاربة يعتقدون أن سنة 2024 كانت بمثابة حفلة حزن جماعية، ومعظمهم كانوا يأملون في أن يكون 2025 “أقل كابوسًا”. لكن في نفس الوقت، وبطريقة غير مفهومة للعقل البشري، فإن 86% منهم يتوقعون أن تكون السنة المقبلة أفضل. بالله عليكم، أي نوع من السحر أو “الكاتشب” على الجرح يضعه المغاربة لكي يكون هذا التفاؤل في هذه الدرجة من القوة؟!

وبينما يتحدث 41% من الشعب المغربي عن “أملهم” في تحسن الأوضاع الاجتماعية، يبدو أن السحر يمتد ليشمل حتى الاقتصاد الوطني، حيث يعتقد 74% من المغاربة أن اقتصادهم سيكون أقوى في 2025. على الرغم من أن 80% من هؤلاء المغاربة يعرفون جيدًا أن الأسعار سترتفع وأن التضخم سيأخذهم في رحلة جديدة إلى السماء.

وماذا عن البطالة؟ بالطبع، هذا لا يعني أن المغاربة قد نسوا هذا الموضوع. يتوقع 72% منهم زيادة في البطالة، بينما يتوقع 69% منهم أنهم سيواجهون صعوبة في العثور على وظائف العام المقبل. لكن هل هذا يقلل من تفاؤلهم؟ بالطبع لا! فالمغربي دائمًا مستعد أن “يتعايش” مع الأزمات كما يتعايش مع جمل “صباح الخير”.

أما بالنسبة للمشاكل الإقليمية والدولية، فالمغاربة لا يفقدون الأمل في أي شيء، حتى في نهاية الحروب! 43% منهم ما زالوا يأملون في وقف العمليات القتالية في الشرق الأوسط، وكأنهم يجلسون في المقاهي مع القادة العالميين ويشربون الشاي، بينما نصفهم يتمنون أن تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية، ليعود السلام وتعود الحياة كما كانت. ولكن، وفي نفس الوقت، 46% منهم يخشون حربًا شاملة بين إسرائيل وإيران، و44% منهم يتوقعون صراعًا نوويًا، كأنهم يعيشون في فيلم خيال علمي.

وفيما يتعلق بالأمور الاقتصادية، توقع 33% من المغاربة أن تُعطل النزاعات الإقليمية إمدادات الغذاء إلى المملكة. والحال أن 45% من الشباب بين 25 و34 سنة يرون الأمور بنفس المنظور، ولكن بدون أن يفقدوا الأمل، لأنه من المهم أن نكون “واقعيين” ومع ذلك نواصل التفاؤل!

أما في المواضيع الشخصية، فتوقع 77% من المغاربة أن تزيد حالات الطلاق في 2025، و72% يتوقعون زيادة الهجرة غير النظامية، وكأنهم يعتقدون أن العالم سيظل يدور ويضحكون رغم كل شيء.

وفي نهاية المطاف، 80% من المغاربة يعتقدون أن بلادهم ستعمل على تعزيز المساواة، رغم أن 62% منهم متأكدون أن مشكلة شح المياه ستصبح أكبر تحدٍ في المستقبل القريب. يعني بوضوح، نحن في زمن يُحسن فيه المغاربة الضحك حتى في أسوأ الظروف، ويواجهون كل معضلة بابتسامة.

الدرس هنا؟ لا شيء يمنع المغاربة من التفاؤل، حتى وإن كانت السماء تمطر غيومًا مشبعة بالآلام، فإنهم يصرون على رؤيتها كالعادة، مشرقة بالأمل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى