مجتمع

الحاقدات على الرجل والحاقدون على المرأة: معركة منصات التواصل الاجتماعي!

م-ص

من يتصفح منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، قد يعتقد لوهلة أنه أمام فيلم درامي من إنتاج هوليودي بعنوان: “الحرب الأبدية بين الرجل والمرأة”. حيث لا حديث إلا عن “الحاقدات على الرجل” و”الحاقدين على المرأة”، وكأن الجنسين في سباق أولمبي نحو إثبات من يتحمل لقب “الأكثر ظُلمًا”!

الحاقدات: من الخيانة إلى الحرب الكلامية

لنبدأ بالحاقدات، هؤلاء النسوة اللواتي، بعد فشل تجربة زوجية أو حتى عاطفية، قررن أن “الرجل” هو العدو الأول لهن. كل منشور هو جبهة جديدة، وكل تعليق هو قذيفة موجهة. يتفنن في إطلاق الأوصاف من قبيل: “كلهم خونة”، “الرجال ما فيهم خير”، وحتى “ماشي رجال”.

لكن لحظة! هل نحن هنا أمام تحليل منطقي للمعاناة، أم أمام “تصفيات حسابات” علنية؟ هل الرجل، الذي ربما “خانه” حظه ليولد ذكرا، عليه أن يتحمل وحده وزر خيانة صديقكِ السابق أو زوجكِ المستبد؟

الحاقدون: “النساء سبب كل البلاوي!”

وفي الزاوية الأخرى من الحلبة، نجد الفئة التي يمكن تسميتها بـ”الحاقدين على المرأة”. هذه الفئة تُحمّل النساء مسؤولية كل المصائب، من البطالة إلى ارتفاع سعر الطماطم! عندهم المرأة دائمًا “مادية”، “متطلبة”، و”لا تفكر إلا في المظاهر”. ولو حصل أن كانت هناك امرأة ناجحة ومستقلة، فستكون “أكيد باغية حاجة”!

المثير للسخرية أن هؤلاء الرجال غالبًا ما يخلطون بين النقد الواقعي والحقد الأعمى. فبدل أن يناقشوا مشاكل حقيقية بين الجنسين، تجدهم يلجؤون إلى التعميم الساذج: “كلشي بحال بحال”.

من أين كل هذا الحقد؟       

السؤال الأهم هنا: لماذا كل هذا الحقد المتبادل؟ هل هو نتيجة ضغوط اجتماعية؟ أم أن التربية تلعب دورًا في تشكيل هذه الأفكار؟

إذا نظرنا إلى العمق، نجد أن الأمر مرتبط بخيبات الأمل الفردية التي تم تعميمها بشكل مبالغ فيه. بدل أن يُلقي كل شخص نظرة على أخطائه ومشاكله الذاتية، يُفضل تحميل الجنس الآخر مسؤولية كل شيء.

حلقة مفرغة أم فرصة للنقاش؟

للأسف، هذه الحرب الكلامية على منصات التواصل لا تقدم أي حلول. هي فقط تغذي دائرة من الكراهية المتبادلة، وتُحوّل النقاش إلى تراشق بالتهم بدلاً من البحث عن التفاهم.

ربما حان الوقت لأن نفكر جميعًا، رجالًا ونساءً، في كيفية بناء جسور التفاهم بدل حفر خنادق الصراع. لأنه كما يقول المثل المغربي: “الراجل بلا مرا كيدّيه الريح، والمرا بلا راجل كتشدها الريح”.

ختام ساخر: “عفاكم، كونوا رجال ونساء، ماشي محاربين!”

لنكن واقعيين، لن يتمكن أي جنس من العيش بدون الآخر. فلا المرأة جاءت إلى هذا العالم لوحدها، ولا الرجل يمكنه كتابة التاريخ بمفرده. لذا، دعونا نستثمر طاقتنا في شيء أكثر إنتاجية… مثل محاولة فهم بعضنا البعض!

تذكير أخير: إذا كنتَ من الحاقدين أو كنتِ من الحاقدات، فكروا مرتين قبل نشر تعليقكم القادم… لأن الإنترنت لا ينسى، والواقع يحتاجنا متحابين أكثر مما يحتاجنا أعداء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى