بوحمرون يهدد حياة الأطفال: وزارة التربية تُرسل المراسلات بينما الوباء يتسارع!
دابا ماروك
في وقت تكثر فيه الأحاديث عن “بوحمرون” وكأننا في فيلم رعب جديد، ها هي حياة الأطفال الأبرياء تتأرجح على حافة الخطر، مع انتشار المرض بشكل مرعب في أقاليم تطوان وشفشاون وطنجة، وكأننا نعيش في مسلسل درامي لا نهاية له. وكما لو أن الجميع في حالة سباق مع الزمن، أصدرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتطوان تعليمات مشددة إلى مديري المؤسسات التعليمية، لكنها لم تكتفِ بذلك، بل أضافت لمسة فنية من المراسلات المتسارعة.
المراسلة التي تم إرسالها إلى المدارس تشير إلى أنه “في إطار الشراكة المبرمة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية”، تم إطلاق حملة لمكافحة داء الحصبة، وكل ذلك في وقت يشعر فيه الأطفال وكأنهم أبطال خارقين يكافحون الجراثيم بمفردهم. نعم، إنه الوباء الذي يحوم حولهم كالعفريت، لكن هل يكفي تحفيز الأطفال على الذهاب إلى أقرب مستوصف أو مستشفى للحصول على العلاج؟ لننتظر الجواب بينما نبتهج بقدرتنا على نشر الوعي وسط أجواء من الهلع.
لكن، بينما الكارثة الصحية تطرق الأبواب، يصر المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في تطوان، هشام الكسريوي، على أن المراسلة “لا تعني أن هناك انتشارًا لبوحمرون بين التلاميذ في المؤسسات التعليمية”، كما لو أن تلاميذ الإقليم يشاركون في حفل جماعي للتهرب من المرض، أو ربما هم مجرد “حالة شاذة” في بلد يعج بالأخبار الطارئة.
المشكلة ليست في الوباء وحده، بل في من يراقب تطوراته. نحن في زمن يتعين فيه التحرك بسرعة لإنقاذ الأطفال الأبرياء قبل أن يتفاقم الوضع، لا أن نبقى في حالة إنكار مرعب.