سياسة

الاتحاد الاشتراكي: من طبع 100 ألف نسخة إلى طبع صور مع سانشيز

دابا ماروك

بينما انطلق اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية بالرباط، حيث تصدر إدريس لشكر مشهد الاستضافة، تساءلنا جميعًا: هل هذا هو نفس الحزب الذي كان يقف في وجه الطغيان أيام عمر بنجلون؟ أم أن التحولات جعلته يتخصص اليوم في “الابتسامات الدبلوماسية” و”البحث عن زاوية جيدة للصورة مع بيدرو سانشيز”؟

رئيس الحكومة الإسبانية لم يخيب الآمال، فقد ألقى كلمة ملحمية عن خطر اليمين المتطرف، مشددًا على أهمية الاشتراكية الديمقراطية لمواجهة هذا الخطر… لكن مهلاً، أليس إدريس لشكر نفسه من واجه “خطراً” أعظم وهو النزيف المستمر في شعبية الحزب؟

سانشيز انتقل بخطابه إلى القضية الفلسطينية، داعيًا لدعم الشعب الفلسطيني، ومطالبًا بـ”الاعتراف بالدولة الفلسطينية”. ولكن هنا تكمن المفارقة: إذا كان الاتحاد الاشتراكي “يستضيف هذا النقاش”، فكيف سيستضيف مستقبلًا قضايا أعمق وهو بالكاد يستطيع استضافة نفسه في الساحة السياسية المغربية؟

وفي سياق الخبر، جلس أكثر من 200 عضو يمثلون المنظمات اليسارية العالمية يناقشون تغير المناخ والأزمات الاقتصادية… نعم، هذا ما يفعله “اليسار الدولي” اليوم: يحذر من الكوارث القادمة بينما يعاني من واحدة محلية اسمها “تراجع مفضوح للشعبية”.

تذكير :   

عندما كان الاتحاد الاشتراكي يبيع أكثر من 100 ألف نسخة من جريدته، كان اليسار في المغرب فكرة. اليوم، يبيع الاتحاد فكرة أن لشكر يمثل استمرارًا لتاريخ النضال، وبين النسختين فرق بين السماء والأرض.

الاتحاد الاشتراكي يستعرض شعبيته في اجتماع الأممية الاشتراكية بالرباط: ديمقراطية وعدالة أم أيام مجد مفقودة؟

اجتمع مجلس الأممية الاشتراكية بالرباط تحت رئاسة سانشيز لمناقشة القضايا الدولية الكبرى وسط أجواء دافئة استضافها الاتحاد الاشتراكي، الذي حاول استعادة أمجاد أيامه بتصوير نفسه كمدافع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رغم معاناته من تراجع الشعبية بشكل خطير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى