اقتصادمجتمع

“ما حدها تقاقي..والمغاربة يزيدوا في الدين!”

 دابا ماروك

في أحدث مشهد من سلسلة “كيف نصمد في وجه الديون بدلًا من صمودنا أمام تغير المناخ”، قرر البنك الدولي تعزيز حبنا للأرقام القياسية في القروض. نعم، 250 مليون دولار جديدة ستنضم إلى قائمة الديون الوطنية، لكن هذه المرة لتحسين جودة زيت ا ماوكرومراقبة منافذ الطعام… وكأن المشكلة كانت يومًا في جودة الزيتون وليس في أسعار الزيت!

وحسب البيان الشاعري للبنك الدولي، هذا البرنامج ليس مجرد قرض، بل هو “مغامرة تنموية” ستُحدث ثورة في الزراعة البعلية (نعم، تلك الزراعة التي تعتمد على السماء أكثر من الميزانية). الأهداف؟ تحسين غلة المحاصيل، الحد من المخاطر المناخية، وزيادة المساحات العضوية إلى 25 ألف هكتار. كأن كل هذا سيُصلح الفلاحة السطحية التي تعاني من ندرة المياه أكثر من ندرة القروض.

وإن لم يكن ذلك كافيًا لإثارة دهشتك، فالبرنامج يتحدث عن “الزراعة بدون حراثة”، وهي طريقة مبتكرة لحماية التربة… من الزراعة ذاتها. الفلاحون سيتمتعون بمنظومة تأمين زراعي أكثر ذكاءً، بينما المستهلكون سيحصلون على معايير صحية محدثة في 1200 منفذ. كل هذا يبدو رائعًا، إلا أننا لم نرَ تأثيرات ملموسة من قبل سوى على ورق البيانات الصحفية.

في النهاية، ومع دعم سخي بقيمة خمسة ملايين دولار من صندوق “الكوكب الصالح للعيش” (نعم، الاسم يوحي بأننا في فيلم خيال علمي)، يتبقى لنا أن ننتظر كيف سيحول هذا البرنامج “الطموح” حياة 1.36 مليون شخص، بينما يضيف رقماً جديداً إلى قائمة ديون المغرب التي لا تنتهي.

لذا، عزيزي المواطن، ارتح! الحل قادم، فقط لا تنسَ تسديد الفاتورة… يومًا ما.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى