
مول الشكولاتة والمصائب التعليمية: لقاء مع النقابات أم مشهد جديد من العبث؟
دابا ماروك
في مشهد لا يختلف كثيرًا عن مواسم صيد الأصوات الانتخابية، اجتمع “مول الشكولاتة” وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية في مركز التكوينات والملتقيات الوطنية. لقاءٌ ربما يهدف إلى “إصلاح” ما تبقى من أطلال التعليم، لكنه بدا أشبه بدرس عملي في التسويف وإتقان فن المماطلة.
الموضوع؟ الحركات الانتقالية. الهدف؟ ترقية موظفي القطاع لسنة 2023، والتي، بالمناسبة، ما زالت تراوح مكانها في انتظار “ترخيص استثنائي” من رئيس الحكومة. وكأن الحلول التعليمية أصبحت مرهونة برمشة عين من رئيس الحكومة، الذي ربما انشغل في رسم سياسات أكبر بكثير من تفاصيل صغيرة كترقية موظفي التعليم.
اعتمادات بلا أجنحة تطير
أما بخصوص الاعتمادات المخصصة لتعويضات الامتحانات والمباريات، فقد أُودعت ثماني أكاديميات “بالكاد”، وما زالت تنتظر الأربع الأخريات أن يهبط عليها وحي الوزارة. ربما سيحتاج الموظفون المعنيون بانتظار “مول الشكولاتة” حتى ينهي علبة شوكولاتته التالية ليتمكن من البتّ في المسألة.
ترقيات تنتظر الضوء الأخضر
“الترقيات؟ ليست أولوية!”، هذا ما يمكن استنتاجه من كلام المسؤولين. فوضعيات الفئات المختلفة – من العرضيين إلى أفواج 2009 و2011، مرورًا بمَن شملتهم المادة 81 – جميعها تتطلب تحيينًا وترخيصًا، وأي شيء آخر قد يهدد استمرار البيروقراطية التعليمية التي أصبحت ماركة مسجلة للقطاع.
السؤال الأزلي: من المستفيد؟
السخرية هنا لا تأتي من أن الترقية لم تُنجز، ولا أن التعويضات ما زالت تُطارد في الأوراق. بل في أن النظام التعليمي المغربي بأكمله عالق في دوامة من الاجتماعات والوعود التي لا تنتهي، وكأن مستقبل الأجيال القادمة ليس سوى حقل تجارب للتصريحات الرنانة.
وماذا عن التعليم؟
ربما تساءل أحدكم: “أين الحديث عن التلاميذ والتعليم وجودته؟” لا تقلقوا، فالتعليم ليس غائبًا عن الصورة. إنه موجود دائمًا في أسفل قائمة الأولويات، ينتظر دوره في الطابور الطويل خلف ترقيات الموظفين، وتعويضات الامتحانات، وصفقات “الشوكولاتة”.
هل هناك أمل؟
نعم، الأمل دائمًا موجود. ربما بعد أن ينهي “مول الشكولاتة” إصلاح نظام التعويضات، سنرى إشراقة شمس جديدة على المنظومة التعليمية، دون أن تغيب بعدها في الأفق المظلم للبيروقراطية.
رسالة ختامية
نحن لا نتحامل على أحد، بل نسعى فقط لأن نرى يومًا تُنفّذ فيه وعود الوزارة دون شوائب، ونجني فيه ثمار الجهود التعليمية بدلًا من فتات التصريحات.