مجتمع

التعليم في اجتماع الأمس: احتفال باختراع الماء الساخن!

دابا ماروك

عُقد -كما ذكرنا سابقا- اجتماع اللجنة التقنية حول الحركة الانتقالية، وكان من المفترض أن يثمر عن تغييرات جذريّة تُرضي نساء ورجال التعليم الذين سئموا من الروتين الإداري المملّ والمجحف. لكن، ويا للمفاجأة، جاءت “البُشرى” بتغييرات تُشبه إعلان اختراع الماء الساخن.

نظام الحركة الانتقالية ثلاثي المراحل: عبقرية غير مسبوقة؟
بُشِّر المعلمون بنظام جديد يتضمن ثلاث مراحل: وطنية، جهوية، ثم إقليمية، وكأنها خطة عسكرية لتحرير المناصب، في حين أن هذه الفكرة لا تتطلب عبقرية استثنائية. ومع ذلك، تم وصفها بـ”مكتسبات مهمة”. شكرًا لأنكم أعدتم اختراع الدولاب!

شفافية إلكترونية… هل نعيش في 2024؟
تصيير الحركة الانتقالية إلكترونيًا يبدو كما لو أنه انتصار على عصر الورق والطوابع. الأمر المثير للسخرية هو تقديمه كإنجاز عظيم، في حين أن العالم بأسره يسير منذ سنوات بسرعة الإنترنت الضوئية، ونحن نتعامل مع هذا التطور كما لو أننا غزونا المريخ.

تحرير المعلمين من “موافقة الرئيس المباشر
وأخيرًا، أصبح بإمكان المعلمين التخلص من قيود “موافقة الرئيس المباشر” للمشاركة في الحركة. يبدو أن اللجنة قد اكتشفت فجأة أن هؤلاء المهنيين يعملون في قطاع التعليم وليس في مستعمرة عقابية.

حقوق جديدة بفئات قديمة
لأول مرة، يمكن لبعض الفئات الاستفادة من الحركة الجهوية. لكن لنفرح بهدوء؛ فهذه الحقوق تأتي بتقسيط مريح على دفعات، مع وعود غامضة بحل القضايا “المعلقة” في الاجتماعات المقبلة.

الخلافات: هل نحتاج إلى محكمة دولية؟
أما الخلافات العالقة، فلا تزال تدور حول سنوات الاستقرار، وشروط الانتقال، والتحاق الزوجة ببيت الزوجية. ربما تحتاج هذه النقاط إلى مؤتمر دولي للحسم فيها، أو ربما إلى لجنة أممية لفض النزاعات.

بلاغ النقابة: كأننا نحلم
النقابات بدورها خرجت ببلاغاتها المليئة بالمصطلحات المنمقة. لقد ذكرتنا أن المعلمين سيحتفظون بسنوات الخدمة السابقة للوضعيات المختلفة، وكأن هذا الأمر ليس بديهيًا أو لم يكن من حقوقهم منذ البداية.

خلاصة:

إذا كان ما نراه مكتسبات حقيقية، فعلى التعليم السلام. فالوعود التي تُروَّج بجدية كبيرة تبدو كمن يُعلن عن “اكتشاف أهمية التنفس”. وحتى ذلك الحين، يبدو أن الطريق نحو إصلاح التعليم مليء بالإنجازات الوهمية والبلاغات المليئة بالكلمات الرنانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى