
دواوير ورزازات تبحث عن الكهرباء: واقع التنمية المُعَطَّلة في “هوليود المغرب
دابا ماروك
على الرغم من أن ورزازات تُلقَّب بـ”هوليود المغرب” بفضل شهرتها العالمية كموقع لتصوير أضخم الإنتاجات السينمائية العالمية، إلا أن العديد من دواويرها تعيش واقعًا يناقض تمامًا هذه الصورة البراقة. خلف الكاميرات، تقبع مناطق بأكملها في الظلام، حيث يظل سكانها محرومين من أبسط حقوقهم في الحصول على الكهرباء.
معاناة متجددة وظروف صعبة
في دواوير متاخمة للمدينة، يعيش السكان يومياتهم بلا إنارة تُذكر، ما يزيد من صعوبة حياتهم، خاصة في فصل الشتاء حيث يمتد الظلام لساعات طويلة. النساء يطبخن على ضوء الشموع أو المصابيح الزيتية البدائية، والأطفال يراجعون دروسهم بصعوبة، ما يؤثر سلبًا على مستواهم الدراسي.
كما يضطر السكان إلى الاعتماد على وسائل تقليدية للطهي والتدفئة، مما يعرضهم لمخاطر صحية بسبب استنشاق الدخان المنبعث من الحطب والفحم. أما شحن الهواتف المحمولة أو تشغيل الأجهزة البسيطة، فهي مهام تتطلب رحلة إلى أقرب مركز حضري، مما يزيد من الأعباء المادية واللوجستية على الأسر.
ورزازات: بين العالمية والتهميش المحلي
ورزازات، التي شهدت تصوير أعمال سينمائية شهيرة مثل “Gladiator” و”Game of Thrones”، تجذب ملايين الدولارات من الاستثمارات الأجنبية في قطاع السينما. ورغم ذلك، لا يبدو أن هذه العائدات تنعكس بشكل مباشر على تحسين البنية التحتية الأساسية لسكان المناطق القروية المجاورة.
بعض سكان الدواوير يرون في ذلك تناقضًا صارخًا: كيف يمكن لمنطقة تحمل شهرة عالمية أن تعجز عن توفير خدمات أساسية مثل الكهرباء لمواطنيها؟
محاولات لحلول مبتكرة
في ظل غياب تدخل حكومي كافٍ، لجأت بعض الجمعيات المحلية إلى تقديم حلول بديلة مثل توزيع مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية. إلا أن هذه الجهود، رغم أهميتها، تبقى محدودة مقارنة بحجم المشكل.
توفير الكهرباء ليس مجرد خدمة، بل هو بوابة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. غيابها يعوق إنشاء مشاريع صغيرة ويمنع استخدام آلات زراعية حديثة، مما يحد من إنتاجية السكان ويكرس حلقة الفقر.
نداء للتغيير
إن سكان دواوير ورزازات، الذين صبروا طويلًا على هذا الواقع، يأملون في تدخل عاجل من السلطات المحلية والوطنية. مطالبهم ليست مستحيلة: مدّ شبكات الكهرباء بشكل عادل ليشمل الجميع.
مع اقتراب الانتخابات المحلية والوطنية، يأمل السكان أن تتحول مطالبهم إلى أولويات على أجندة المسؤولين، ليتمكنوا أخيرًا من العيش في ظروف تليق بكرامتهم الإنسانية.