مجتمع

خاليد سفير: ضرورة القطع مع ‘الدكاكين الإدارية’ وتحقيق تحول رقمي حقيقي في المغرب

دابا ماروك

في تصريح له، أطلق خاليد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، انتقاداً شديداً للإدارة المغربية وواقع الانتقال الرقمي في البلاد، محذراً من استمرارية ما أسماه “الدكاكين الإدارية” التي تعيق تحقيق تحول رقمي حقيقي. جاء ذلك في مداخلته خلال الجلسات الخاصة بالمناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة في مدينة طنجة، حيث أكد على ضرورة إحداث تحول جذري في الطريقة التي تتم بها التعاملات الإدارية. وشدد على أن التحول الرقمي ليس مجرد استخدام الأدوات التكنولوجية في الرقمنة، بل يجب أن يكون تغييراً حقيقياً في النموذج الإداري بأسره.

وأشار سفير إلى أن المغرب قطع أشواطاً معتبرة في مجال الرقمنة داخل القطاعات الإدارية والجماعات الترابية، وأن هناك مستوى من النضج في التكوينات التي من شأنها أن تساهم في تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال. ومع ذلك، عبر عن استيائه من الطريقة الحالية التي يتم بها تطبيق الرقمنة، حيث يتم إدخال التقنيات الرقمية على العمليات الإدارية التقليدية دون أن يتم إعادة التفكير في هيكلتها أو في طريقة تقديم الخدمات بشكل يتماشى مع متطلبات المواطن والواقع الرقمي العالمي.

أحد أبرز انتقاداته كان “الدكاكين الإدارية”، التي يرى أنها تضع المواطن في موقف شبيه “بساعي البريد”، حيث يضطر للتنقل بين مختلف الإدارات ومن منصة إلى أخرى، في وقت كان من المفترض أن توفر الرقمنة حلولاً سهلة ومتكاملة. ودعا إلى الانتقال من نموذج العمل هذا إلى آخر أكثر تكاملاً، حيث يجب أن تكون الخدمات الإلكترونية متاحة عبر منصات موحدة تمكن المواطن من القيام بكل الإجراءات في مكان واحد، دون الحاجة للانتقال بين المواقع المختلفة.

وتطرق سفير أيضاً إلى تحديات أخرى تواجه المغرب في مجال الرقمنة، مثل ضعف البنية التحتية في بعض المناطق التي تعاني من محدودية الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة. وفي هذا السياق، اقترح ضرورة التحول من “التسوق التقليدي” عبر الأنظمة الرقمية إلى “مراكز تجارية رقمية” يمكن من خلالها للمواطنين أداء مختلف احتياجاتهم في مكان واحد، بل وأكثر من ذلك، من الممكن أن يتم الطلب من المنزل ليتم تسليمه مباشرة.

كما أشار إلى مسألة حماية المعطيات الشخصية في ظل انتشار التطبيقات الرقمية، محذراً من أن المعطيات التي يتم تخزينها في السحابة الإلكترونية قد تكون عرضة للوصول غير المصرح به. وطرح سؤالاً حول كيفية حماية السيادة الوطنية على هذه المعطيات.

وفي ختام مداخلته، شدد سفير على أهمية تصميم منصات رقمية منفتحة ومندمجة، قادرة على تلبية احتياجات جميع المواطنين، بما في ذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والأميين، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى